مقامة غزة 2 :

مشاهدات



 صباح الزهيري

 

أنه من أنتكاس الزمن أن ألأهل من عرب الجنسية ينتظرون بسعادة ان يؤدي تصعيد الصراع الأخير في الشرق الأوسط الى رفع أسعار النفط بشكلٍ كبير , وان يزور رئيس الموساد العاصمة القطرية لبحث مسألة الأسرى الصهاينة والرهائن الآخرين  من خلال العلاقة الخاصة بين قطر وحماس , وان يكرر وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي تأكيدات بلاده على دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها معتبرًا أن وقف إطلاق النار ليس ما يحتاجه الشعب الفلسطيني الآن , وأن تؤكد منظمات دولية أنّ شاحنات المساعدات التي تدخل الى رفح لا تصل كاملةً , وانّ الأسرائيليين يسرقون كمياتٍ ما منها  إيغالاً وتمادياً في تعذيب الفلسطينيين , وان يدور همس عن استخدام قواعد سلاح الجو الملكي ألأردني من قبل طائرات أميركية تزود الجيش الإسرائيلي بالمعدات والذخائر لاستخدامها في عمليات القصف على قطاع غزة .

 

وهل تصدقون أن يقول ألمحرضون في تصريحاتهم بأنهم يعلمون أن (حماس) تضع بنيتها العسكرية التحتية تحت المستشفيات ليبرروا قصفها , وان المحرضين من عظام الرقبة ؟ وان يسفر وجه امريكا الذي كشفته امام حلفائها من الدول الاوربية والعالم على حد سواء شكلا يضمر في باطنه انها مازالت سادرة في تفكيرها الامبريالي  الصهيوني الداعم للكيان الغاصب والمستفز للعرب , ووجه آخر لها هو بداية تدفق الدعم العسكري واللوجستي المتضمن شحن الأسلحة والذخائر والطائرات المختلفة للعدو الصهيوني , لتنال من مجاهدي القسام عندما يختل ميزان القوى وتكون هي المتفوقة بالحرب على الصهاينة . إنّ مفردة او كلمة  مجزرة  تبدو هشّة وضعيفة للغاية تجاه الممارسات البربرية للجيش الإسرائيلي , ولم نجد مفردةً اخرى اثقل وزناً منها , كما انّ المجازر التي حدثت عبر التأريخ لم يستغرق اقترافها طوال مثل هذه الأسابيع من المعارك وهي مستمرة الى إشعارٍ آخرٍ غير معلوم , ولعلّ عملية سحق وطحن بالقنابل ممنهج ومبرمج حتى بعشوائية القتل الجماعي  تكون انسب منها , كل هذا والموقف العربي المقتصر على الدبلوماسيّة  التي لا دَور لها ولا أثر , فعموم الدَور المصري في التوسّط بين الإسرائيليين وحركة حماس او الجهاد الأسلامي ولم تسفر عن شيء مهم, وتقوم الحكومة القطرية بأدوارٍ مشتركة مع الأمريكان والإسرائيليين حول ايجاد السبل لحل او حلحلة مسألة الرهائن لدى حماس والتنظيمات الأخرى ذات العلاقة , مع ممارسة نفوذها المحدود في إدخال المساعدات للقطّاع , ولا حديث عن تصفية حماس وايقاف المجزرة , ثم أتتصورون ان تتحسّب المملكة الهاشمية كثيراً لأبعاد تطوّر الأزمة , الى درجة ان طلبت من الأميركان تزويدها بنظام او منظومة صواريخ باتريوت الدفاعية  ضدّ الصواريخ ؟, هذه الدبلوماسية المحدودة او المحددة لم تستطع ممارسة ايّ تأثيرٍ غلى اسرائيل او عبر الأمريكان لكبح جماح اسرائيل في عملية تقتيل الفلسطينيين في مدن القطّاع , واقتصرت ادوارها المختزلة على اقناع تل ابيب بإدخال المساعدات , التي تمّت الموافقة عليها مؤخرا , انّما بطريقة التقنين المقيّد وفق الشروط الإسرائيلية .

تعليقات

أحدث أقدم