أصبر وتحمل لتستحق فرحة الظفر

مشاهدات



ضرغام الدباغ


مهما كنت واعياً، مهما كنت مثقفاً، وذكياً، فقد تفوتك مسألة جوهرية، قد تعيد صياغة أرائك ومواقفك، وقد تضيف لك قوة روحية تعينك على تحمل وزر الجبال .. وتجاوز المصائب ... بقدرة صبر وتحمل ... وأعلم أن الرجال الأفذاذ فقط هم القادرون على احتمال عبأ الكوارث والمصائب ...

 

الله سبحانه وتعالى أختار من بين نساء العالم مريم ابنة عمران ، لمهمة خلق نبيه للبشرية عيسى المسيح ... وحتما لمواصفات وشروط غير عادية ، ومع ذلك فإن هذه السيدة البتول العظيمة قالت حين حملت وحين جاءها المخاض "  يا ليتني مِتُّ قبل هذا وكُنتُ نسيا منسِيا " (23/  سورة مريم)  وهي لم تكن تتصور أن الجنين الذي في بطنها هو نبي ...أرسله الله للبشرية ، وأنها اختيرت لهذه الواسطة الإلهية ، وسيبقى ذكره مقدساً إلى أن يرث الله ومن عليها ، ومعه أمه مريم العذراء رمز المحبة ، ورمز الأمومة ، ورمزاً لأحتمال الآلام ... منذ 2022 عاماً ...!

 

في هذا المثل الإلهي، عبرة كبيرة ودرساً كبيراً، ذكرني به  بالأمس أخ عزيز، أن بعض الكوارث والالآم قد تحمل في طياتها الكرامات وانبلاج الفجر الجديد .. فلكي تستحق الشهادة الكبيرة، عليك أن تدرس كثيرا وتتعب طويلاً، وإذا ابتليت ببلوة كبيرة ، فإن الأيام ستحمل لك فجرا عظيماً فكن قدر هذا الحمل الثقيل لتنال فجرا كبيرا ... فالضعيف الخائر القوى ليس بمؤهل لأحتمال تبعات نصر كبير ..

تعليقات

أحدث أقدم