إعذرُّونا لِما نَتقول في هٰذه السّطور ..!؟

مشاهدات



د. سعد الدوري


حِينمّا نُقلِبّّ ماحَولنّا في هٰذا الزمَن مِن مَساوئ وَشُرور وأباطيل وفُسق وفَساد .. وَنُمررِّها عِبرَّ مِنظار العُصور .. ونَتدبّرها بِالعقل ونكِيلها بالإيمان بإتزان .. نَراها مِن دونِّ شَك - ترتبِطُ إرتباطاً جَدلِياً بِغدرِّ غزو العِراق أرض بِدء "الحضارّة الآدمية" - حِينمّا نُقلِبّ "عالمنا" هٰذا بِالذات - سواء بأنظارنّا أو بِعقولِنّا - يتهيأ لنّا - نَسمعُ وكأنّ طارِقا مِن خلفِ "بوابِة بابِل" يقول - [ أنَّ "المظاهٌر الشيطانِية" فَاقَت فيكُم مَظاهِر الإيمان والرَحمّة والإنسانِية ] !!  

 

لَقّد غَلبّت وطَغَت مظاهِر اللإيمان واللاحياء التي إشتهاها - إبليس - فِي (ذُرية آدم) حتىٰ فِي "تَخليع اللِباس"..لأنّ "اللِباس" إمتدادٌ لِلحياء الآدمي .. وإمتدادٌ لِرمزِّ وَرق الجنّة ..التي طَفقا يَخصِفا ((أبوينّا)) مِنها علىٰ سوآتهما حَياءاً مِن الله .! هٰكذا بَلغ السُقوط مَبلغاً عظيما ، ليسَّ فِيه حَياء في إظهار العَورات !! وَحلَّ بَين الناس الزِنىٰ والتخنُث والأنحراف مَحلَّ الإفتخار بِالشرف .. وَغَدت صَنائع لِلتَباهي والتَحضُّر ورُقِّي اللإنسان .!! و(الشِيطان) مِن كُثرِّ توغٌلهُ في نُفوس بَعض البَشر - بات يُخبِّث في شَكلِّ وَطِراز "قُوتِّه وَشرابه وطَعامه" .. وَكَثُرَّ أكل الحرام .. وَذَباحُوا (الحَمير) - بِلا دين وَ وازِع ضَمير .. وَبَلغّ (بِراعي رعية) - (وزير مَصري حَقير) - أن يُجاهِر علناً - ويُروّج مِن علىٰ شاشات التٌلفاز لِيدفع بٌشعب مَصر العظيم - مِن دّون أن يَستحِّي وَيَخشىٰ الله - نحو أكل (لَحمّ الجُحوش) في (بَلدٍ كَمصر) .. مَصر التي كانَ قد أتانا الله فيها حِكمة "البترول الأخضر" - إِختزّلهُ سُبحانه تعالىٰ في أروع تصوير وَ بَلاغة وحِكمة في قولِه تعالىٰ - ﴿سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ﴾- تلك الآيات التي هي وَطَدّت مَقام (النبّي يوسف -ع) لِيكون أشبّه بِسلطان فَوق (عَرش مَصر) ..

 

والله بِتنّا نَخشىٰ يوم غَد ..  بعد أن شَاع بِفضلِّ جهالة "آل شيعيشع" بين أمتنا - [أكلّ مَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ الله] حَدَّ العِراكّ عَليه والتبرُك بِه .. وَ مع ظّهور عَلامات مُغادرة روح كِفاح آباءنّا وأجدادّنا وَالأولين من بينِ (قومٌ وأُمة النبّي الحَبيب مُحَمَّد -ﷺ )..! بِتنّا - حقاً - نَخشىٰ - أن يأتينّا يوماً قَريب تَحت غَلاء "الحَلال" وتَرويجات أمراض الدواب و"الطُيور والبَقر" - أنْ يُفتىٰ باطٌلاً  - تَحت عُذرِّ قُول الله تعالىٰ - ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِۚ﴾.. فيُخادعون الأمة في أن يَحلُّ لَها أكل "لَحم الخنزير" !!

تعليقات

أحدث أقدم