فشل ايران في بلوغ الهدف

مشاهدات



د. حسين عبد القادر المؤيد

 

 

في عام 08.08.1988 وافق الخميني متجرعا كأس السم حسب وصفه ، على قرار الأمم المتحدة بوقف الحرب مع العراق . لقد انتهت الحرب التي أصرّت إيران على استمرارها كل تلكم السنين ، بانتصار العراق عسكريا وسياسيا ، حيث كان الجيش العراقي داخل إيران ، ووصل الإيرانيون الى درجة من الاستنزاف قريبة من العجز  لا عن الاستمرار في معارك هجومية وحسب ، وإنما عن إمكانية الدفاع عن الأرض والسيادة ، دون بلوغ هدفهم السياسي‬ وهو إسقاط النظام في العراق ، وتثبيت القوى المرتبطة بهم في مواقع رئيسة في الدولة والبلد ، وبالتالي تعطُل الستراتيجية الإيرانية عن الهدف الأكبر وهو التمدد في المنطقة والعمل على فرض الهيمنة وتغيير المعادلات . يحاول الإيرانيون على طريقتهم النمطية في تزييف الحقائق ، الزعم بأنهم الطرف المنتصر في هذه الحرب ، وهو ادعاء يكشف عمق عقدة النقص التي ما يزال يعاني منها نظام الملالي إزاء نتائج الحرب التي يتكلم عنها الواقع المدعم  بالمعايير العسكرية والسياسية . أعتقد أنه لولا الأخطاء في إدارة مرحلة ما بعد الحرب وفي استثمار النصر العراقي بطريقة صحيحة وحكيمة سياسيا ، والعوامل التي تضافرت على إجهاض النصر ، لكان من الصعب على نظام الملالي الاستمرار في السلطة ، ولكان من غير الممكن أن تتحول إيران الى قوة إقليمية في المنطقة .

تعليقات

أحدث أقدم