رسالة موجهة للشاعرة / عالية محمد علي وقرائها ومتابعيها شكر وتقدير لغصن أدبي ناضج .

مشاهدات


بقلم / الاستاذ صباح الزهيري


يقول الجاحظ في(( البيان والتبيين)) : ان اعرابيا سئل : ما بال المراثي اجود اشعاركم ؟ فقال : لأننا نقولها واكبادنا تحترق ، لا يضيرك سيدتي أن ليس على رأسك تاج , ما دمت تكتبين و في يدك قلم . مرة قرأت ان الكتابة عمل سهل ، فليس عليك إلا أن تحدق في ورقة بيضاء إلى أن تنزف جبهتك . ويقول أوسكار وايلد ( إن شغفي بالقراءة يجعلني أزهد في الكتابة ) ، كما ان سامي مهدي كتب يقول : الكتابة حالة إنسانية يمتزج فيها الواقع بالخيال ، نهرب بها من مرارة الواقع إلى مثالية الخيال ، ولا ننسى ان فرانز كافكا قال : الكتابة شكلٌ من أشكال الصلاة .

 

وأنا منذ أن تعرفت على صفحة الشاعرة عالية محمد علي على الفيسبوك وأنا أنتظر كتاباتها مثل هدية العيد ، وكل مقال كان هدية وتشوقاً إلى المقال التالي ، وبالنسبة لي كشخص في عقده الثامن , قد خبر الحياة وشؤونها وطاف الدنيا وما فيها ,  فالناس لديه لاتحسب بالمال أو بالعمر او بالشكل ، ولكن تقاس بطيبة القلوب وبجمال اﻷسلوب ، ومثلما قال أحد الأدباء يظل الإنسان في هذه الحياة مثل قلم الرصاص تبريه العثرات ليكتب بخط أجمل , ويكون هكذا حتى يفنى القلم وﻻ يبقى له إلا جميل ما كتب . يقول الحكماء عندما تنجز ما تريد فإنّك ستشعر بالسعادة ونشوة النجاح. وأن.كلّ إنسانٍ لديه موهبة، و لكن إن حكمت على السمكة بالفشل لعدم قدرتها على تسلق شجرة ، فقد قتلت موهبة السباحة لديها . كما ان هناك ثلاثة أشياءٍ يستحيل اكتسابها: موهبة الشعر ، الكرم ، والصوت الجميل .

 

في كتاباتك سيدتي تتدفقين عذوبة شعرية ممزوجة بحقيقة المعنى ، وحين نلج في اي وصلة شعرية لنرى متاهات ما أحتوت ، نجد بناءً فنياً قد كرس هاجس الإبداع الذي تمت صياغته بعناية ودقة من يعمل في زخرفة النقوش , كما وجدت ان رقة نسائمك المتأتية من قرائتنا لكتاباتك تجعلنا نتخيلها تنث قطرات ندى على ورقة ورد حمراء لتبدو رطبة كما لو كانت تحت المطر ، هكذا شاء لك القدر .

 

أحب مخاطبتك لغير المحسوس في شعرك ، ورسمك لون الماء ، وهنا تكمن موهبتك .

تعليقات

أحدث أقدم