ماذا لو انقطعت الكهرباء ؟

مشاهدات

 


فاطمة المزروعي



أصبحنا في دوامة الحياة الحديثة، ولا وقت لدينا للاستمتاع بالحياة، التي نعيشها، كل ذلك له تأثير كبير على حياتنا اليومية وصحتنا، الأغلبية أصبحوا يعانون من أمراض الصداع النصفي وآلام الظهر، وغيرها من الأمراض، التي أنتجتها الروتينية، والكسل والجلوس في المكاتب وأمام الشاشات والتلفاز، والحاسب الآلي، تخيلوا معي لو انقطعت الكهرباء يوماً في بيوتنا، حتماً سوف يدفعنا هذا الأمر للخروج ليلاً، للتعرف على السماء في الليل، ورؤية جمالها الباهر، بطبيعة الحال لا يمكن رؤية هذا المنظر من المدينة، وأنت تعيش وسط الضوء، والضوضاء والروتينية، والأبنية الإسمنتية والعمارات الشاهقة، أتوقع كلنا بحاجة للخروج من زحمة المدن، والذهاب في إجازة بعيداً عن العمران .
 
في طفولتي عندما تنقطع الكهرباء أتذكر وخصوصاً في فصل الشتاء كنا نفترش سطح منزلنا ننظر للسماء، ما زلت أتذكر ذلك المنظر المهيب للنجوم، وضوء القمر الآسر، ما زلت أذكر السماء الكبيرة الواسعة، وأصوات أخوتي وهم يشيرون للنجوم بأصابعهم سعداء، لقد كنا نسمي كل نجم باسم معين، لقد كانت من الفرص الجميلة، التي ساعدتنا كثير على توسيع مداركنا، والعيش في الخيال . الكاتبة شينان باركلاي عندما انقطعت الكهرباء عن منزلها وعاشت لحظات من دون الضوء كتبت تقول: «بعد أن تمكنت من البقاء من دون كهرباء لـ 82 ساعة، نميت إحساساً جديداً من التقدير تجاه الضوء والحرارة، والموقد الكهربائي، كما شعرت بالامتنان للتجربة، لقد أشعلت النيران في التذكارات، التي أربكت حياتي». ربما نحتاج للخروج عن المألوف وكسر الروتين، والتفكير خارج الإطار، والبعد عن ضوضاء المدينة، وتزاحم الأعمال والهواتف الذكية، ومواقع التواصل ورنات الهواتف والاجتماعات، البعض يحتاج للتغير حتى يعود متوقد الذهن، وأتوقع أن نظرة للسماء وجمال نجومها كافية بنشر الفرح في قلوبنا، وكما قال الروائي الشهير تولستوي: «إننا نبحث عن السعادة غالباً وهي قريبة منا، كما نبحث في كثير من الأحيان عن النظارة وهي فوق عيوننا».

تعليقات

أحدث أقدم