الوقت هو الحياة

مشاهدات



فاطمة المزروعي


 الوقت هو أثمن ما نملكه في الحياة ، بيد أن البعض منا يتفنن في إضاعته والتفريط فيه، نسمع بين الفينة والأخرى خرافة منتشرة بيننا، وهي مقولة «ليس لدي وقت»، والبعض يقول يوماً ما سوف أجد متسعاً من الوقت لإنجاز ما تأخر من أعمال، يوماً ما سوف أقضي وقتاً مع أسرتي، أو أقرأ كتاباً أو أمارس رياضة ما، الجميع يشترك في مقدار ما نملك من وقت ولكن نختلف في كيفية التعاطي مع الوقت، أتوقع أننا بحاجة للتحرر من عدم وجود الوقت الكافي، وتنظيم حياتنا واستغلال الأمثل للوقت، كلنا نملك الوقت ولكن نحتاج إدارة صحيحة للوقت حتى يمكننا الاستفادة منه، لقد بدأ الأغلبية منا إجازته الصيفية، ولكن هل فكر في كيفية قضاء الوقت واستغلاله؟

 

لقد حذر الفلاسفة والعلماء والحكماء من خطر التفريط فيه وإضاعته، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكد خطورة الوقت وضياعه بقوله : «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ» . يقول العالم الحسن البصري : «يا ابن آدم إنما أنت أيام، فإذا ذهب يومٌ ذهب بعضك»، والعاقل هو الذي يستغل وقته بشكل منظم ومثالي ولا يسمح للصغائر بأن تشغله وتستحوذ على عمره . البعض يشكو من ازدحام جدوله وعدم انتهائه من أعماله اليومية، هذه الأحاديث محررة ونسمعها من حولنا بشكل مكرر، فاليوم فيه أربع وعشرون ساعة لن تزيد ولن تنقص، يقول كلير أوستن «رأيت من واقع الحياة أن أكثرنا لا يحسن استغلال الوقت بفاعلية»، البعض للأسف يتوقع أن عملية تنظيم واقع تكمن في الجدية وعدم الراحة والتسليم ، وتبقى إدارة الوقت من المواضيع الحيوية والمهمة التي تشغل الناس والمجتمعات، وتتكرر بشكل دوري في جميع الأوقات، في المنزل ومقار الأعمال ومستوى الحياة الشخصية، إن إدارة الوقت تساعدنا على التحسن بشكل كامل في حياتنا وقضاء وقت أكبر مع العائلة والترفيه والراحة، إن تنظيم الوقت يساعدنا على المشاركة في الترفيه والمشاركة في الاجتماعات مع الأصدقاء والصديقات والانتهاء من الأعمال المؤجلة، إن إدارتك السليمة لوقتك تجعل لديك وقتاً متسعاً وكبيراً للالتفات إلى عائلتك وأصدقائك ويساعدك على تنمية نشاطاتك الاجتماعية وقضاء وقت القراءة والترفيه ويتيح لك الاستغلال الأمثل ليومك، ربما نحتاج برنامجاً واضحاً لإدارة أوقاتنا، البعض يضيع وقته دون فائدة، وحجته أنه مشغول ولا يوجد لديه وقت للتنظيم، أسوق لكم قصة.. 

 

يحكى أن حطّاباً كان يجتهد في قطع شجرة ولكن فأسه لم يكن حاداً مرّ عليه شخص فرآه على هذه الحالة فقال له : «لماذا لا تشحذ فأسك»؟ فقال الحطاب وهو مستمر في عمله : «ألا ترى إنني مشغول في عملي»!! من يقول بأنه مشغول ولا وقت لديه للتنظيم فحاله كحال الحطاب في القصة، لو كان قد شحذ فأسه كان هذا الأمر سوف يساعده على قطع أشجاره بسرعة، وسوف يبذل جهداً قليلاً وكان قد تحرك إلى قطع شجرة أخرى، كان هذا الأمر سوف يساعده على تنظيم واقع واستكمال عمله بشكل أسرع وبمجهود أقل، لهذا من البديهي أن نجهز الأرض قبل زراعتها، وتجهيز أدواتنا قبل الشروع في أي هنا، فمن البديهي أن إدارة حياتنا تشمل تنمية معرفتنا ومهاراتنا في فن إدارة الوقت. أتذكر في هذا السياق المثل الصيني الذي يقول: «أي وقت هو الوقت المناسب». وفعلاً فإن الوقت واحد ولا شيء يتغير في الوقت، ولكن الظروف هي المتغيرة، فإذا قررت تأجيل شيء مهم وله تأثير على مستقبلك تحت حجة انتظار الوقت المناسب، فأنت قد ترتكب خطأ لأن هذا الوقت الذي يذهب قد لا يأتي أبداً .

تعليقات

أحدث أقدم