ثورَة ( القَهرباء )

مشاهدات

 


محمود الجاف
 
كلما أثيرت مشكلة الكهرباء تذكرتُ قصة كمون الذي قال لأستاذه إن المدينة لم تعد تسعنا ولهذا : سأصنعُ سُمّاً أسقيكَ منه ثم تسقيني لنرى أيُّنا أبرَع ؟ وما كان من استاذه لقمان الحكيم إلاّ أن وافق وتناولهُ بعد ان جهز نفسه لهذا الأمر بطريقة ذكية فنجا .. ولما حان الوقت على تلميذه الذي كان ينتظر يوما .. فيومين .. إسبوعا .. ثم إسبوعين !! . ولقمان مُعتكفٌ في بيته ومشغولٌ بأموره المٌعتادة ! .. بلغَ الإنتظار قرابة الشهر والتلميذ يتلظَّى على نار مُحرقة فإضطر الى الذهاب اليه قائلا : متى تسقيني ؟ ..
 
أجابه بكل برود عندما يكتمل تجهيزهُ فلا تتعجل ! 
 
عاد ينتظر كما تفعل عصابة "المنطقة الغبراء" بالضبط وبكل هدوء منذ 2003م . مكث فترة ثم ذهب وطرق الباب والخوف يأكل جسده المُهترئ وقال له : متى تسقيني السُم ؟
 
أجابه : أسقيك ياكمّون فلا تتعجل ! وهزّ رأسه إيجاباً ...
 
كما قالت لنا جراء الإمروصفيونية : ان العراق قريباً سيُصبحُ جنة ويعمُ الرخاء والهَناء والسعادة . وهكذا بقيَّ كمّون وبقينا حتى هلك ونحنُ مثله نموت شيئا فشيئا .. تذبل ورود اعمارنا من القهر والترقّب والتفكير بالخلطات الجديدة التي يجهزوها لنا ... لكنه مات دون ان يتناول شيئا . قتله الخوف والهم والنكد والانتظار كما نموت حزناً وألماً وظلماً مُضافاً إليها مأساة الحرارة صيفاً . لهذا نأمل أن تكون الثورة القادمة هي ( ثورة القهرباء ) ونرجوا ان تصبح اعمدتها مُستقرا لجثثهم والجميع شهدَ استهزاء الشهرستاني بنا في تصريحاته عندما خرج على الفَضائيات وقال انهُم سيُصدرونها في 2013 ... وكلما سألتهم يقولون ان امريكا لا تقبل وايران تطالب بديونها التي لم تسدد . وهذا يعني إننا وقعنا بين حانة ومانة .. ولهذا ضاعت لحانا ..
 
إذا كيف تدعون انكم حكومة وطنية تقود بلدا لديه سيادة ؟ .. 
 
السؤال إذا .. ما هي اسباب تردي الزراعة وانقطاع المياه وتدمير الثروة السمكية وتوقف مشاريع الصناعة ونقص المدراس وخراب الجامعات والتراجع الديني والاخلاقي والعلمي والثقافي والصحي وانتشار الخرافات وعبادة الاوهام وكثرة الدجل والدجالين ؟
 
هل هم ذات المجرمين ايضا ؟
 
من المُستفيد على ارض الواقع من هذا التعذيب والقتل المُخطط له ؟ 
 
وهل هم متفقون على ما يحصل أم إن أمة المثليين تنفذ مُخططات الصهاينة التي حققتها عمائم الشياطين ؟ .. من الواضح اننا أصبحنا مثل كرة الطائرة ، احدهم يصدها والاخر يرفعها ثم تأتي الضربة القاضية على الرأس ( الكبسة ) وصدق من قال :
 
أواعدَك بالوَعَد واسگيك ياكَمّون ...
 
 
 
 ملاحظة : الإمروصفيونية مصطلح اطلقه الكاتب للجمع بين ( الصليبيين والصهاينة والصفويين )
 

تعليقات

أحدث أقدم