الرّجٌلٌ الحصن

مشاهدات

 


سحر النصراوي



أنا اللّيلة سأتحدّثُ بلساني وعن نفسي .. هذا الرّجل , لم يَكٌن فقط سدًّا أمام المدّ الصّفوي الفارسي وقوى الامبرياليّة العالميّة . هذا الرّجل كانَ حصنًا معنويًّا منيعًا لأجيال من النّساء العربيّات . كانَ الأب , كانَ بيتَ حمايتهنّ و الذّائدَ عن أعراضهنّ . أنا كامرأة لن أستطيعَ أبداً أن أتخيّلَ رجُلاً أكثرَ شهامةً ولا شجاعةً ولا كَرماً منه . 

 

صدّام حسين رحمهُ الله , شهيدٌ حيًّ في ذاكرة كُلّ مُسلم , رسمَ صورة الرّجل العربيّ المُسلم بأدقّ تفاصيل الصّورة المثاليّة , بيد أنّهٌ لم يكُن صورة , لقد كانَ حقيقةً أجملَ من الخيال . بطلٌ ملحميّ ’ فارس مُكتملُ الشّروط وشهمٌ نبيلٌ دونَ مُنازع . مُسلمٌ كريمٌ بذل المالَ والصّحّة والعُمر والأبناء دونَ أن يرفّ له جفن . الرّجُلُ الذي تغيّرت خارطة العالم بعد وفاته , كانَ يقفُ وحدهُ شامخًا مُحبطاً لكُلّ مُخطّطات التّقسيم الحديثة للوطن العربيّ . كانَ يقفُ وحدهُ مُفرداً للحفاظ على شرف أمّة . هذه الأمّة التي تفتتت وانقسمت على نفسها إلى شظايا منذُ رحيله . 

 

ما كان ليَرضى بذلك .. ما كانَ ليرضى بأن تدوسَ أقدام الأنجاس الفٌرس أراضينا في سوريا ولٌبنان واليمن .. ما كانَ ليَرضى بـأن يصيرَ للصّهاينة وديانٌ ومرعى في رُبوعنا ,.. ما كانَ ليرضى بـأن ينال ” النّصيرية ” من أعراض العربيّات السّوريّات ولا أن تٌهانَ يمنيّة ولا أن يُنتهك عرض أيّ عربيّة , أيّا كان دينُها أو طائفتٌها ..
الايزيديات ” سيُؤكّدن ذلك .. هذا الرّجل , شهيدٌ الأمّة , كان حصننا الأخير .. رجلٌ ذادَ عن أمّة , رجلٌ كان للوطن في وجوده حجم ومكانة .

 


 

 

 



تعليقات

أحدث أقدم