" من الباب للكوسر فرج "!!

مشاهدات



عبد الكريم الوزان


مثل شعبي عراقي يدعو للأمل وعدم الاحباط ، ويذكر بعدم اليأس من رحمة الله وقدرته على رفع المظالم وتنفيس الشدائد وتوسيع الرزق بعد ضيق العيش . 

 

والكوسر مصطلح يتردد في الريف، وهو جزء من بيت القصب، ربما جانب من (الربعة) الملحقة بالبيت، وربما هو جهة البيت التي تنكسر عندها أشعة الشمس ، وعلى العموم هذا المثل يشير الى أن الظلم وإنْ طال فهو لا يتعدى المسافة بين باب البيت والكوسر(1).

 

والشاعر الطغرائي الأصفهاني يقول في مثل ذلك : 

 "أعلل النفس بالآمال أرقبها  ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل".

 

اليوم .. مع تطور التكنولوجيا ، واتساع المصالح واشتداد التنافس، وتنوع الأطماع وأشكالها تحت مسميات وحجج باتت مكشوفة ، والصراع من أجل البقاء، وازدياد الاضطرابات النفسية والانعزال الاجتماعي، وجد الانسان نفسه أمام آفات الانكسار والقنوط فتوقف اتقاده الفكري وطموحه المتجدد، ولم يعد عضوا منتجا فاعلا متفاعلا نافعا في مجتمعه . وفي حالات نادرة قد يدفع به ذلك الى الانتحار!!. يقينا.. كل ما كان الانسان متمسكا بدينه ومعتقداته السليمة وآخرته ، زاهدا في دنياه ، مخلصا لوطنه وفيا لبني جلدته ، عادلا في حكمه ، فانه سيهنأ بما قسم الله له ، ولن يناله ضر من هذا، ولابؤس ولايأس ولانكد .    

 

فلندعو جميعا للسلام  والمودة والمحبة والتآخي، ونسمو فوق شهوات دنيا زائلة ، دون ان نجلد أنفسنا بحرمانها من متاعها واستحقاقاتها، ونتجمل بالصبر الجميل و( من الباب للكوسر فرج) !!. 

 

1- بتصرف ، عبد الكاظم محمد حسون ، من الباب للكوسر فرج ، الزمان- طبعة العراق، 18.02.2017

تعليقات

أحدث أقدم