فواصل مخملية

مشاهدات


ميس خالد



كانت تلكَ محاولتها الأخيرة للتحليق 

قبلَ موسمِ الرحيل ..

أبانَ دعسِ اليمام على ناصيةِ الوصل 

ها أنتَ تقَلّب أحلامك تحت شمسِ الليل..

تنحت عمراً يُكابد الموتَ السريريّ

تسألُ عن التّفاصيلِ الصغيرةِ التي تعيشك

حين تغلّ المسافة في مساماتك المفتوحة

ورغماً عن الأيادي الممدودة بالدّفءِ 

والجوارح النّابضة بالوصل

تندلع الفواصل

غير آبهةٍ بمسارات الرّوح 

بزلزلةِ النّداءاتِ المُتطايِرة من فورةِ العُمق ..

ها أنتَ تفكُ الصّدأَ عن بوصلة الإتجاهات

تزرع ترابَ الرب بالورد والقمح

تستقطب الطّيور التي هجرتْ 

مواسمَ زيتونك القويم 

فيطرق الصّوتُ أبوابَ قلبك

وترتجف..

بخدرِ اللسعاتِ في مهبِ شهقةٍ

تكتنز العطرَ الراكض خلفَ الليالي الذابلاتِ أقمارُها

والنّهارات التي خاصمتْ حكايا فَجرِها 

تلك الشهقة التي ينفرج لها حنينَ الوتر

وتتسع لأنسامِ الحياةِ فيها

كلّ الأبعاضِ المُمَزّقة ..

أينَك منّي... ؟

وهذا المساءُ المُبلّل الحطب يفترشُ صباحاتَ روحي بذاكرةٍ خادشة الشّتاء..

يخمشُ دروبَ الصبرِ في تفاصيلِ الغياب

وبِمَا طاب من شموع إنتظاري

يوسوسُ للريحِ هوسَ صهيلها المكبوت 

وكَما يسقط الفتيل مُضرجاً بلعنةِ الجفاف

تسقط لكْنَة السِّحرِ الطاعنة في نبوءةِ الأُغنيات تتراقص الستائرُ العارية حول خَصري ..

وتذوبُ في وضحِ الصقيع مباهجُ شَمسي

أينكَ.. 

وكل هذا الفَراش النافث محاضنَ جوعه

في وريدِ القلبِ

يهْوِي في ظلمةِ العطرِ المُعفّر بالنسيان..؟

قُلْني قليلاً :

قُلْني كما يقول النّفس الأخير نيرانَ مخارجه

لندفِ حياةٍ صاعدة في الزوال..

كما تقول أرحامُ القصائدِ التي شاخت طفولتها حشُود القوافي المُبجّل صمتها

من رعشةِ النطقِ لأبعد مِن ممات..

قُلْني..

 وشِدّ واوَ العطفِ من عَثْرةِ اللغة

مِنْ قَبْضةِ الأصابع الصامدة..

ومِن ليالينا الذّابِلات..

ريثما أنفرجُ عنك

أو أعود مضرجةً بالشوقِ ..عندكَ من جديد .

 

 


 



تعليقات

أحدث أقدم