تصليح بوابة ومدخل لبناية تاريخية

مشاهدات




ضرغام الدباغ

 

على مقربة من البناية التي أسكنها، ويبدو أن المنطقة كانت تعتبر قبل حوالي القرن، ضواحي لمدينة برلين، ومؤشر ذلك وجود معامل، في المنطقة ، ومن تلك التي قاومت الزمن، ورش / مصانع تابعة لمؤسسة قطارات الأنفاق (الأندر غراوند  / مترو) ولدهشتي لم أشعر بتلك الورش الضخمة إلا بعد سنوات كثيرة على سكني في المنطقة ، لأن القطارات تأتي وتخرج من الورشة بمرورها تحت الأرض مباشرة إلى الورش، دون أن نسمع حتى طرقة شاكوش .

 

قبل أيام مررت من أمام البوابة الكبيرة  وهي لمرور دوام الموظفين والعمال، ومرور السيارات الانتاجية على أنواعها، لاحظت أن هناك عمال يزيلون البوابة / المدخل بقصد توسيعها، ربما الهدف هو أن تتسع لمرور شاحنات كبيرة تنقل مكائن وألات ثقيلة ، وتأسفت أنا وزوجتي لأن البوابة وهي بطراز معماري قديم جميل بطابوق أحمر ربما لم يعد متوفراً منه اليوم ، وبالألمانية يقولون : إن كان لابد منه، فلابد منه (wen muss dann muss ) واليوم ، وبينما خرجنا لتناول الغداء في مطعم قي الجوار، مررنا من البوابة تحت الإعمار، فيا للدهشة ، أن العقود والمقرنصات التي كانت في جدار البوابة العلوي قد احتفظوا به وأضافوه إلى البوابة الجديدة ، وليس هذا فحسب بل أعيد نمط عمارة البوابة بالشكل التي كانت عليه ، وأعادوا ابناء المقرنصات الحجرية ، واستخدموا نفس الطابوق الأحمر القديم بعد نظفوه وأزيل ما علق به من  (جص أو سمنت) .

 

الاسطة (أهل بغداد يسموه الخلفة، والألمان يسموه مايستر) الذي كان يبني البوابة ، يمسك الطابوقة بحب ، فاليد التي بنتها قبل نحو قرن، تستحق الاحترام  ... وقفت لدقائق طويلة ألاحظ المشهد ، العامل الشاب يناول الطابوق القديم الذي جمعوه بانتظام في صناديق خشبية ، يتأمل أستاذه كيف يتعامل بحذر مع المواد القديمة .. يتعامل معها، يعيد تصفيفها دون أن يسيء لها ، يحاول إعادة الجمال لها ، يجددها ولكن دون أن يسيء لها .... الفهم فن ... العلم غذاء روحي ووجداني ... نعم للتجديد ، ولكن بما لا ينزعك جلدك بدعوى أن الأبيض المزرق أجمل  .... نعم  للتجديد على أن تحافظ على نكهتك ....  فبعض دعاة التجديد هم متآمرون على هويتك يلعبون هذا الدور بالتفاهم مع أعداءك ..... أخي ... صديقي ... عزيزي ... قل السلام عليكم ، ولا تقل هاي بداعي التجديد  ... 


السلام عليكم ...... أعتقد وصلتكم الفكرة ....

تعليقات

أحدث أقدم