المُتحيونون من البشر !

مشاهدات



بقلم : سعد أحمد الكبيسي


في هذه الايام يذبح المسلمون  أضاحيهم عملاً بشرع  ربّهم واقتداءً بسُنّة نبيّهم ، وبينما كنا منشغلين بعبادتنا مسلم يطوف بالبيت ، وآخر يسعى بين الصفا والمروة، وثالث يضحي، ورابع يصل رحمه ، إذ خرج علينا المتحيونون من النّاس يخبروننا أن الأضحية همجية ورجعية ! ما ذنب هذه الخراف ليذبحها المسلمون ؟! كأن الناس في أوروبا المتحضرة يزرعون اللحم ولا يذبحون الخراف ، وكأن قطعة اللحم في شطيرة الهمبرغر في أمريكا الإنسانية قد تم قطفها عن الشجر ! وكأن الخراف والأبقار قد خُلقت لتنام معنا في غرف نومنا ، لا لنأكلها ! تشعر وأنت تقرأ دفاعهم عن الخراف أن دفاعهم من باب صلة الرحم كأن أحدهم يدافع عن إخوته ! لا عن حيوان يربيه الناس على اختلاف أديانهم وأعراقهم ومللهم وثقافاتهم لينتفعوا بلبنه وصوفه ولحمه !

 

أحد هؤلاء المتحيونين الذين يلبسون ثياب الشفقة والتحضر، كان قبل أشهر يدافع عن البراميل التي تحيل أجساد الأطفال إلى أشلاء ! ومتحيون آخر يسألنا مستهجناً : ما شأنكم وشأن مسلمي ميانمار، ولماذا تحشرون أنوفكم في كلّ قضية في هذا الكوكب ؟! قتل الأطفال خلاف سياسي ، وحرق الروهينغا أحياء مسألة داخلية ، أما أضاحي المسلمين فتخلف ورجعية ! ما هذا العهر الثقافيّ يا سادة ؟! هؤلاء المرضى لو قطفَ مسلم ثمرة لقالوا : مسلم لص يسرق الشجرة ! ولو حصدَ سنبلة قمح لقالوا : مسلم متوحش يستخدم منجلاً ! إن القضية ليست قضية خراف تُذبح ، فهؤلاء المتحيونون يأكلون الشاورما والكنتاكي والهمبرغر والبروستد والمفطح والمدفون ! ولكنه عداء صلف للإسلام والمسلمين، وإلا بأي منطق غير منطق العهر الثقافي يعارض متحيون ذبح خروف ويؤيد المجازر التي ترتكب بحقنا !


تعليقات

أحدث أقدم