سمكة القرش

مشاهدات



ضرغام الدباغ


من غرائب الخلق ، أن سمكة القرش (Shark) وهي من أقدم المخلوقات سواء على البر أو في المياه ، والسمكة موجودة في البحار منذ ملايين السنين، ومن المؤكد أن مقاومتها لعوامل الأنقراض تنبأ دون ريب عن أسلوب حياة وقدرة جسمانية فائقة على الاحتمال، جعلتها تقاوم عاديات الطبيعة منذ ملايين السنين، والبحر بدوره يزخر بالعجائب، وله قوانين وسنن، ولا يخلو من كل ما على سطح الأرض من ظواهر، حتى الزلازل والبراكين . ومن تلك الغرائب، أنه ليس كسائر الأسماك يضع البيوض، بل يلد صغاره، ولها قدرة على العيش في مياه الأنهار، ناهيك عن أنه يتغذى على اللحوم حصراً، ولشجاعتها لا تتراجع عن أي المخلوقات البحرية أمامها، شجاعة تجعلها نداً حتى للحيوانات الأكبر منه حجماً، كالحوت الشرس القاتل الأوركا  (Orca) .

 

ولا أخفي إعجابي بهذا المخلوق الذي يقاوم عاديات الأزمة ، وأبحث عنه في متاحف الأحياء المائية وأحواضها (Aquarium)، حيث بوسع المرء أن يشاهدها تسبح جيئة وذهاباً في الحوض، بضجر، بيأس ولكن بصبر، فقد أحتال الإنسان عليها وجلبها إلى هذا الحوض ... وشاهدتها للمرة الأولى في حوض ضخم للأسماك والاحياء المائية في مدينة بومبابي الهندية ، ثم في أحواض أخرى في برلين واحواض اسطنبول الرائعة .

 

ولكن من غرائب الطبيعة (وهو ما أريد التنويه عنه بصفة خاصة) أن هذا المخلوق الباسل، القوي يموت حتى وهو تحت الماء إن وقع في أسر شباك الصيادين ، فجهازه التنفسي مصمم للعمل من خلال حركته الدائبة التي لا تتوقف طالما هو يتحرك على قيد الحياة ، وبمجرد دخوله في شباك الصيادين يحول النفاذ منها ، فيعلق في فتحات الشبكة التي تمنعه عن الحركة فيموت وهو تحت الماء ..! ولهذا فإن أسر هذا المخلوق حياً ليس بالأمر الهين، ولكن لا يعاب عليها الأسر، فبني البشر يتفننون في  الاحتيال حتى على بني جنسه الذكي ...فما بالك بسمكة قرش ...!

تعليقات

أحدث أقدم