بعض الناس في داخلهم (وايت ليون)

مشاهدات




مصطفى عبد الله الظاهر 

 

في كل دول العالم توجد سفارات ، فلنأخذ مثالا بسيطا هو سفارة نيجيريا  في انقرة وهي من افقر دول العالم عند المرور من جانبها تشعر بالامان والراحة . النفسية  يوجد هناك عنصرا  امن  ونظام وهدوء رهيب ولي شخص زميل من احدى دول الخليج  يدرس معي سألته عن سفارة بلده  فقال لي عندما احتاج اي شيء اتصل بهم فورا ويلبون جميع ما احتاج  من معاملات رسمية ويقولون هذا واجبنا .  اما انا فمغترب منذ اكثر من عشر سنوات وتعاملت مع العديد من الداوئر الرسمية لعدة بلدان منها دائرة الهجرة والمصارف وبعض الدوائر الاخرى وكان  الجميع في غاية اللطف معي ويعرفون جيدا اني لست من بلدهم .. 

 

واتى هذا اليوم المشؤوم ، فقد احتجت تمشية  معاملة بسيطة جدا في سفارة جمهورية العراق في انقرة ، وعند ذهابي للسفارة تفاجئت بالسفارة بباها  الصغير في (قبو) ، وعند دخولي كان هناك عناصر امن تركية ، وشخص من الاستعلامات كان عراقي الجنسية غير انه كان يتعامل مع المراجعين كأنهم عبيد وكانه رئيس دولة ، أما  انا فلم ار مثل  هذا التعامل منذ سنوات ، وعند دخولي السفارة العراقية تفاجئت (ببعض) الموظفين وكأنهم وايت ليون ، يوجد رقم ونظام (سرة) عند دخولي الساعة التاسعة وثماني عشرة  دقيقة وبعد مرور اكثر من اربعين دقيقة والرقم الظاهر على الشاشة لا يتغير فدخلت لغرفة الموظفين وتفاجئت بهم وكأنهم . في عالم اخر كانوا يتبادلون الحديث ويمزحون مع بعضهم ، مع العلم ان  اغلب المراجعين العراقيين هم من خارج انقرة والبعض منهم اتى الى السفارة من اماكن تبعد عشر ساعات واكثر كان يوجد باب داخل الغرفة ، هذا الباب للمعارف والخصوصيات يدخلون معارفهم دون حجز رقم (سرة)  رجعت الى مكاني لكي انتظر رقمي ليظهر على الشاشة وبعد مرور ساعتين واخيرا ظهر الرقم فذهبت مسرعا لغرفة الموظفين فلم اجد الموظف فوقفت على شباك الموظف لاكثر من عشرين دقيقة وهو يمر يمين وشمال وبيده اوراق الاصدقاء (العرف) وبعدها جلس وايت ليون امامي قال ماذا تريد وعندما بدأت حديثي دار وجهه عني وقال (بس شوية  خلي اشوف هاي المرة انطيها سراك ) طبعا كانت من (معارفه)  كان يتكلم معي وكأنه رئيس دكتاتوري وانا عبد ذليل امامه فقلت له كفى ورميت الاوراق على الرف وقلت له لماذا نحن ننتظر وانتم تدخلون معارفكم ، فقام يصرخ ويقول لماذا رميت اوراق المعاملة على الرف امامي هذا لا يجوز ، واراد ان يدخلني في (الف باب ) (ارتكاب) كما يقولها البعض  تماسكت اعصابي وكمل معاملة المرأة التي اعطاها وقتي وبدأ معي بالتكلم وكان كثير (التحجج والتعالي) يريد فقط الا يكمل معاملتي وبدأ يبحث بين الاوراق ليرى أي نقص يذكر حتى يلغي المعاملة فلم يجد شيئا فكتب على الورقة عند استلام المعاملة يجب احضار جميع افراد العائلة ،  فقلت له لماذا ، فانا ابعد عن انقرة 8 ساعات هل هذا قانون جديد قال لا (بكيفي) فتوسلت به ان يحذف هذه العبارة من المعامله كي لا يعذب الاطفال بالطريق ، فقال لا ، قلت له طيب انا صحفي وسأكتب مارأيت بعيني في السفارة العراقية ، فقام بشطب الجمله التي كتبها ورمى الاوراق على الرف وقال اذهب ادفع رسوم ذهبت الى قسم دفع الرسوم كانت الموظفة في فمها العلك وكان صوت مضغها العلكة عاليا  جدا ، وقالت لي ماذا تريد بطريقة مهينه فقلت لها اريد دفع الرسوم ، دفعت الرسوم وانتظرت لاكثر من خمس ساعات حتى ذاعوا اسمي واستلمت معاملتي وخرجت مسرعا ، واتمنى الاعود الى سفارة بلدي العراق  في خلاصة القول هل السيد السفير يعلم ماذا يحدث من اهانات بعض الموظفين للمراجعين العراقيين !! سؤال يطرح نفسه.. ارجو ان يؤخذ كلامي هذا بمصداقية عالية خدمة للعراق وللعراقيين الكرام ..

تعليقات

أحدث أقدم