البرجوازية الصغرى... تاريخ في لعق أحذية العسكر

مشاهدات



رضا النصراوي


ليس من الصعب فهم أن كل الانتفاضات العربية فشلت وانهزمت لغياب تنظيمات ثورية للطبقة العاملة . ما سمح للبرجوازية الصغرى أن تغتصب موقع الطليعة المجتمعية. لكن هذه البرجوازية الصغرى التافهة الفاشية لا يهمها في نهاية الأمر إلا أمر وحيد : إعادة "الهدوء" كي تزدهر الأعمال وتتواصل أحلامها الوردية ببلوغ الدرجات العلا في سلم البرجوازية . 

 

مثال على ذلك, ما يسمى بيسار في تونس ودول عربية أخرى . ففي غياب تنظيمات للطبقة العاملة في تونس, اغتصبت هذه الفئة رموز وأدبيات الطبقة العاملة لمغازلتها و لتجرها في نهاية الأمر لبيت الطاعة البرجوازي . وأنجع أدواتها للسيطرة على الكادحين وكبح تطلعاتهم الثورية هو ما سيمى بال"وحدة الوطنية" في الحرب ضد الإرهاب أو ضد  الكوفيد أو ضد "الغزو الإفريقي" أو ضد سلوك مجتمعي ما أو, أو, أي شيء آخر... إن قيام الطبقة الكادحة وصحوتها مرهونان بإزالتها لكل الأوهام التي رسمتها لها البرجوازية الصغرى, بل بإزالتها لكل البرجوازية الصغرى وسحقها سياسيا بعد إزالة قناعها الزائف. عندما يجد البرجوازي الصغير نفسه وجها لوجه مع حشود العمال الماضية نحو الاشتراكية سينسى صور كاسترو وفيديل وسانكارا على فيسبوكه وسينسى أغاني الشيخ إمام وسينسى حتى حربه ضد الإرهاب وسيذكر شيئا واحدا : ماذا يفعل لإعادة الهدوء والمراكمة . الموت للبرجوازية كبيرة كانت أم صغيرة, ولدول الكمبرادور الفاشية, وليحي الكادحون.


تعليقات

أحدث أقدم