العقيد الركن صلاح الدين الصباغ

مشاهدات




ضرغام الدباغ


منذ طفولتي وأنا أسمع أسم صلاح الدين الصباغ ، ورفاقه من قادة حركة مايس / 1941، كنا نسميها باللهجة العراقية " دكة رشيد عالي الكيلاني " , الآن لست بصدد مناقشة الحركة / الانتفاضة، فلكل حدث ظرفه التاريخي، وتفسيره وفق القاموس السياسي لزمنه ووقته . بعد ثورة 14 / تموز / 1958بأشهر قليلة ، نزلت إلى المكتبات مذكرات العقيد الركن صلاح الدين الصباغ، وهو أحد قادة الحركة المتميزين، وفيها يروي الأحداث السياسية منذ عهد الملك غازي الأول، وظروف مصرعه، وتولي الأمير عبد الإله على وصاية العرش، حتب يبلغ الملك فيصل الثاني السن الدستورية لتولي العرش .

 

ولكن الفصول الأكثر أهمية كانت تلك التي يتناول فيها أحداث الحركة وصفحاتها، وخروجهم من العراق، ثم اضطراره لمغادرة إيران إلى تركيا بسبب احتلال الإنكليز لإيران والقاء القبض على قادة الحركة والمتعاطفين معها ولم ينجو من أسر الإنكليز سوى رشيد عالي الكيلاني ، والعقيد الركن صلاح الدين الصباغ .في ظروف تعيسة بائسة ، سيرا في الثلوج في شرقي تركيا ، يكتب العقيد الصباغ مذكراته، التي أودعها فيما بعد لدى مؤيدين للحركة من السوريين واللبنانيين، وألقى الإنكليز القبض عليه، واقتيد لبغداد حيث حوكم وحكم عليه بالإعدام ونفذ به الحكم وكان ذلك أواسط عام 1945. وفي مذكرات الشهيد الصباغ ، رسم من تخطيط يده ، وهو يتوقع أن يقتله الإنكليز، أو يعدمونه إن وقع بأيديهم، فيرسم قبراً  تظلله الراية العربية، ويكتب :

 

" رفرفي يا رايتي العربية على قبري، أني فديت نفسي من أجلك ".

 

هذه الجملة قرأتها عام 1958، وفي تلك السنة كان بدء العمل الوطني القومي بالنسبة لي، وكانت كلمات الشهيد الصباغ ترن في رأسي ولم أنساها، ولا أنكر أنها كانت تحفزني على البذل والعطاء ...

 

المجد والخلود لشهداء العراق والأمة العربية المجيدة

تعليقات

أحدث أقدم