ميليشيا الحشد ترفض الانسحاب من المدن السنية لدوافع اقتصادية وسياسية

مشاهدات



ترفض مليشيا الحشد الانسحاب من المناطق السكنية والبلدات المأهولة بالسكّان مثل الموصل وتكريت والرمادي والفلوجة ومناطق أخرى كثيرة على الرغم من الاستقرار الأمني الذي تشهده محافظات ومدن شمال العراق وغربه .

 

وقال مسؤولون عراقيون إن دوافع سياسية وأخرى تجارية واقتصادية تقف خلف ذلك ويرى آخرون أن وجود ميليشيا الحشد يرتبط بملفات أكثر تعقيداً من بينها التغيير الديمغرافي كما يحصل في سهل نينوى ذي الأغلبية العربية المسيحية وبلدة جرف الصخر شمال محافظة بابل التي يسكنها العرب السنة . في المقابل يبرر قادة من الحشد وجود الفصائل المسلحة بأنه جزء من المهمات الأمنية المناطة بها . من جانبه قال عضو مجلس النواب العراقي رعد الدهلكي، إن هذا العام هو السادس بعد استعادة كل المدن العراقية من سيطرة تنظيم الدولة “داعش” لكن لغاية الآن تتمركز الفصائل المسلحة في كثيرٍ من المدن ولا تستجيب لطلبات الانسحاب منها رغم الضغط السياسي الذي تمارسه الأحزاب التي تنتمي إلى تلك المدن . ولفت الدهلكي إلى أن المليشيات تمارس أحياناً تحشيداً لها في المدن المستعادة بعد كل موجة مطالبات، في تحدٍ واضح للسلطات العراقية والأهالي والنازحين الذين يسكنون الخيام منذ سنوات طويلة. واعتبر أن هذه ممارسة تهدف إلى النيل من القانون والقرارات الحكومية السابقة التي صدرت بشأن خروجها من المدن وانتشارها على أطرافها . وأشار إلى أن سلاح الفصائل المسلحة غير مرغوب به محلياً في المدن المستعادة، لكن الأهالي يخشون من التعبير عن مواقفهم عبر الإعلام لأن هذه الفصائل تسيطر بشكلٍ كبير وتقوم بترهيب الأهالي في حال ممارسة أي دور إعلامي . وأعرب عن أسفه لأن كثيراً من السياسيين الذي ينتمون للمدن المحتلة من قبل المليشيات يخشون أيضاً الحديث علناً عن هذا الملف بينما انساق بعضهم إلى التحالف مع المليشيات وأجنحتها السياسية . ويرى الدهلكي أن الفصائل المسلحة والمليشيات تعمل على أكثر من هدف في المدن المستعادة فهي تمارس نشاطات سياسية وأمنية واقتصادية، إضافة إلى هدف خطير يحظى بدعمٍ سياسي وخارجي وهو التغيير الديمغرافي نظراً لأن سكان بعض البلدات من طيف واحد وهم العرب السنة وهو ما يجري في بلدة جرف الصخر بمحافظة بابل، وبلدات أخرى في محافظات صلاح الدين وديالى ونينوى . كما يتطرق إلى تحويل الكثير من الأراضي الزراعية إلى منازل لقادة المليشيات والقيام بنشاطات زراعية فيها من دون علم أصحابها الذين يسكنون خيام النازحين في مناطق متفرقة من بينها كردستان شمال البلاد . وفي السياق أكد مدير مركز العراق للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل أن عدم خروج الفصائل المسلحة والمليشيات من بعض البلدات والمدن التي تسيطر عليها يؤدي عادة إلى تأزيم الواقع المجتمعي وزيادة الهوة ما بين أبناء المجتمع العراقي الواحد ويعزز النفس الطائفي ناهيك عن كون ذلك يسفر عن مزيدٍ من الاحتقان السياسي والمظالم ضد شريحة بعينها .

 

وهناك نحو 400 ألف عراقي ممنوعون من العودة إلى مدنهم بقرار من الفصائل المسلحة التي تستولي عليها وأبرزها مدينة جرف الصخر شمالي بابل التي تسيطر عليها مليشيات عدة أبرزها حزب الله والنجباء والعصائب وجند الإمام منذ نهاية عام 2014 . كما أن هناك بلدات أخرى مهجورة أهمها العوجة ويثرب وعزيز بلد وقرى الطوز وقرى مكحول في محافظة صلاح الدين والعويسات وذراع دجلة وجزء من منطقة الثرثار ومجمع الفوسفات في محافظة الأنبار وقرى المقدادية وحوض العظيم والسعدية في شمال شرقي محافظة ديالى وربيعة وقرى سنجار في محافظة نينوى على مقربة من الحدود مع سورية .

 

المصدر: وكالات




تعليقات

أحدث أقدم