أمام قاعة الإعلان المهم

مشاهدات

 



عائشة سلطان


مساء البارحة ومن أمام قاعة الصقر (سي) في فندق فيرمونت باب البحر بأبوظبي، التقطت هذه الحوارات على سبيل الصدفة وربما التجسس، لا أدري أياً منهما يليق بكاتب أن يكون عليه .

 

تقف سيدة بكامل أناقتها، وهدوئها الذي يشبه هدوء القطط الناعمة، تخفض السيدة رأسها بينما يتأرجح شعرها القصير منحسراً كاشفاً جزءاً من وجهها الذي بدا مضيئاً أو هكذا خُيل إليّ، اقتربت من طاولتها فإذا بها تقول : سامح الله الجوائز وما تفعله بالكتاب، بدت لحظتها بكامل توترها، سألتها كيف كنت تنتظرين نتائج امتحاناتك النهائية إذن أيام المدرسة ؟ ظننت أن توتر المرء يخفت بعبور الزمن ومضي الأحداث ، قالت وهي تنضح توتراً تحاول مداراته بكل ما أُوتيت من لباقة : كنت أنام، أقضي ساعات الانتظار في النوم أو غسل الصحون في المطبخ ، وهنا لا أجد شيئاً أغسله للأسف ! تمنيت لو كان لدي صحون فقط لتنفس بعضاً مما بها ، وتساءلت ماذا لو كنت مكانها ؟ في الجوار لاح رجل في كامل أناقته ، عطره يفوح بشكل باذخ ، ربطة عنقه تبدو مُست من فترينة فرنسية ، لكنه بدا غير مستقر تماماً ، كما بدا ثباته العاطفي وكأنه أصيب بضربة خبر غير متوقع، قال لمحدثه على الهاتف وبصوت حاول أن يكون خفيضاً: لا يمكن ، هذا ليس عدلاً، نحن من يجب أن نفوز، هناك خلل! فهمت ما يقصد فآسيت لحاله، من الصعب أن تحبط في آخر لحظة، فقد سمعته قبل يوم يؤكد على فوز داره بالجائزة !

 

وأنا أتنقل سمعت صوتاً ناعماً جداً يسأل : من تظن يا … سيفوز الليلة؟ أجابها الـ …أن من أفضله أن يفوز قد لا تفضله لجنة التحكيم لكنني أظن أن رواية …. ستفوز الليلة، وضعت ذات الصوت يدها على فمها قبل أن تنطلق صرختها وهي تقول لا ممدودة جداً ، وهي تقول: هذه آخر رواية أرشحها، التقت نظراتهما ، وصوت اندفاع الجمهور لدخول قاعة الصقر استعداداً للإعلان عن الفائز بالجائزة .

الخلاصة : في الكتابة لا خاسر أبداً .

 

المصدر : البيان

 

تعليقات

أحدث أقدم