قال بنتي تحجبت ولكن زوجتي غير محجبة

مشاهدات



د جاسم المطوع

 

 كتبت هذا المقال عندما كنت في كندا


قال : أحببت امرأة كندية فدخلت في الإسلام وتزوجتها فرزقت منها بابنتين ، فتحجبت البنت الصغرى عندما بلغ عمرها 15 عاما بينما زوجتي وابنتي الكبرى لم يتحجبان ، وأنا أعاملهما معاملة طيبة وأنصحهما بالحجاب بين فترة وأخرى باللين والحوار.. فماذا أفعل ؟ علما بأن زوجتي أخلاقها راقية ومتميزة في تربية بناتي وقائمة بواجباتها الأسرية .

 

قلت له : إنك تعامل بناتك وزوجتك بطريقة صحيحة فاستمر في نفس المعاملة وركز علي تقديم الحب لهما ، فربما الواقع الذي تعيشه لا يساعدك في سرعة التزامهما بالإسلام ، فلا تضغط على ابنتك بالحجاب بل رغبها فيه ، وإذا صارت بعمر الزواج احرص أن تختار لها زوجا صالحا يعينها علي التمسك بدينها ويشجعها علي الحجاب ، وأعتقد حينها زوجتك ستتأثر بحجاب بناتها وتفكر بالحجاب ، قال وهو يبتسم : أنا عندي أمل وسأستمر بأسلوبي معهم لترغيبهم بالحجاب  ، قلت له : بإذن الله كما نجحت مع ابنتك فإنك ستنجح مع كل عائلتك .

 

وعند زيارتي للدكتور جمال بدوي المحاضر والمتخصص في الحوار مع الغربيين حول قضايا الإسلام طرحت عليه سؤالا حول كيف تتحدث مع الغربيين في قضية الحجاب ، فقال : نحن عادة أثناء حوارنا معهم نطرح عليهم المعلومة بطريقة غير مباشرة حتي لا ينفرون منا ، ونقدم المعلومة الإسلامية كرأي من الآراء ونناقشهم فيها ، وفي إحدى الحوارات حول الحجاب قلت لهم : 

 

إن الفنانين والرسامين عندما أرادوا أن يرسموا مريم عليها السلام ، على جدران كنائسكم فإنهم يرسمونها بحجاب وفستان طويل ساتر للجسد كله ، ولم نجد رساما واحدا في كنيسة واحدة رسم السيدة مريم عليها السلام بفستان قصير أو ببنطلون أو من غير حجاب يغطي شعرها ، وهذا يدل على أن حتى الفنانين الغربيين الغير مسلمين ، إذا أرادوا أن يصوروا المرأة الطاهرة العفيفة بفنهم ورسوماتهم فإنهم يصورونها بالمرأة المحجبة ، قلت : وهذه لفتة ذكية وجميلة ، قال : وقد تأثر الكثير ممن يحاورني بمثل هذا الطرح ،  وأقول لهم كذلك أثناء حواري معهم ، أن الحجاب يحافظ علي صحة كل النساء  فيستغربون من طرحي ، ثم أشرح لهم ما أقوله بأن كل امرأة في العالم تحرص علي استمرار جمالها وحيويتها في جسدها وشعرها ، ويهمها مهما كبرت بالعمر أن تكون صغيرة ، ولهذا مسألة العمر بالنسبة للمرأة قضية أساسية ، فالحجاب يحافظ علي جمال المرأة وعلى حيويتها لأن المرأة إذا كبرت بالسن ورأت من أصغر منها فإنها تتمنى أن تكون مثلها ، أو أن ترجع لأيامها الماضية وتتحسر على جمالها الأنثوي ، ولكن الحجاب يساوي بين كل النساء ، فيحفظ على المرأة صحتها ونفسيتها وكرامتها ويجعل كل النساء في المجتمع متساويات في الشكل العالم ، وهذه فائدة كبيرة تستفيد منها المرأة ، قلت له : وهذه لفتة ذكية أخرى ومهمة كذلك ، قال : نعم ويتأثرون كثيرا بمثل هذا المنطق ، وانتهى اللقاء في أحسن ضيافة فكرية وغذائية في منزله حفظه الله .

 

إن الحديث حول الحجاب يختلف من مجتمع لآخر ومن ثقافة لأخرى ، ولهذا أكبر تحدي يواجه المسلمون اليوم هو كيف يوصلون الإسلام وشرائعه لغير المسلمين بطريقة حضارية تتناسب مع تفكيرهم وثقافتهم ، وخاصة في هذا الجو الإعلامي المشحون والذي يسعى لتشويه صورة المسلم ليل نهار ، فقد كنت في رحلة سياحية في مدينة (كيبيك) ، وكانت تقودنا مرشدة سياحية تشرح لنا معالم المدينة القديمة ، فلما انتهينا تحدثت معها حول الإسلام فردت عليّ بعنف أنا أعرف الإسلام ، فقلت لها : هل تعرفت على الإسلام من خلال القراءة أم الإعلام  ؟ فسكتت فترة وتركتها صامتة حتى تفكر بسؤالي ، ثم ردت عليّ قائلة : سؤالك ذكي ، ولم أفكر فيه من قبل ، ولكني تعرفت على الإسلام من خلال الإعلام ، فقلت لها : إن الإسلام الذي تعرفينه من خلال نشرات الأخبار ليس هو الإسلام الصحيح فاحرصي على البحث عن الإسلام الصحيح من خلال القراءة وانتهي اللقاء .




تعليقات

أحدث أقدم