الجامعة العربية تكافئ قاتل الشعب السوري

مشاهدات


طلال بركات


الجامعة العربية لا تعدو سوى مرآة تعكس الواقع العربي الهزيل وكثير من سخَر من قراراتها الهزيلة في مجمل القضايا العربية بالرغم من انها لعبت دور في تقديم  ذرائع للقوى الاستعمارية  في استباحة الدول العربية كما هو الحال الصك الذي قدمه المقبور حسني مبارك للمجرم  بوش في قمة القاهرة التي عقدت في 15 آب عام 1991 وبسببها تم ذبح العراق بعد قرار الادانة اثر دخول الجيش العراقي الى الكويت لتقوم امريكا بضرب العراق ثم احتلاله .. 

 

واليوم  وزراء الخارجية العرب يجتمعون في الجامعة العربية لأعادة تأهيل نظام المجرم  بشار الاسد الذي ذبح سوريا وشعبها من الوريد الى الوريد .. في الوقت ان سوريا في ظل نظام الاسد الأب والابن لم يكونا ركناً أساسياً لامتهم العربية حيث سلم الاب الجولان الى اسرائيل من غير قتال وقايض الابن الدولة السورية مابين كرسي الحكم وادخل كل قاذورات خلق الله لأحتلال سوريا وتقطيعها أوصال بدءاُ من إدخال داعش لخلط الاوراق لضرب انتفاضة الشعب السوري بالدبابات والطائرات والكيمياوي والبراميل المتفجرة وعندما اشتد غضب الشعب وعجز النظام على مجابهته ادخل الإيرانيين ليكون لهم موطئ قدم في سوريا لحماية عرشه بحجة محاربة داعش وعندما عجز النظام مرة اخرى عن مواجهة ثورة الشعب التي امتدت الى كل المدن السورية أستنجد بالقوات الروسية التي استعمرت وهيمنت على كل مفاصل الدولة الى ان وصل حال شعب سوريا مابين قتيل ومهجر , واليوم الجامعة العربية تكافئ النظام على ما فعله بسوريا كأن هذا النظام الدموي الذي قصف حماة قبل اربعين عام  وقصف ادلب بالكيميائي قد تحول الى ملاك طاهر بقدرة ايران وروسيا لمجرد الايمان بالامر الواقع بان النظام  باقي ولم يتمكن الشعب من ازاحته والمنتصر دائماً يستحق المكافئة حتى لو كان الانتصار على حساب بؤس الملايين، بهذا المعيار تم اعادة النظام السوري ليشغل مقعد سوريا في الجامعة العربية ، واليوم لابد من التسائل ما الذي تغير في سلوك النظام المجرم حتى يحتفى به في الجامعة العربية بعدما فقد شرعيته بادخال الاجنبي لاستعمار سوريا وقتل مئات الالاف من ابناء الشعب السوري الذين تم تدمر منازلهم وسلب ممتلكاتهم وتهجير الملايين الى المجهول، في الوقت ان الجميع يعلم ان النظام السوري اصبح ليس بمقدوره اتخاذ اي قرار دون موافقة ايران وروسيا، فهل باستطاعة النظام العربي المشتت الغير قادر على حماية نفسه يستطيع ان يحمي سوريا من التدخلات الاجنبية واخراج القوات الغازية التي قطعّت سوريا وجعلتها كانتونات تتمركز بها قوى الظلام التي اتت من كل حدب وصوب، والمجتمعون اليوم في القاهرة يحاولون ايجاد مبررات ومخارج بائسة  لرد ماء الوجه تحت شعار خطوة مقابل خطوة لاقناع الشعوب العربية بعودة هذا النظام المارق الى المنظومة العربية والذي سوف يكون البوابة التي تنفذ منها ايران الى الدول العربية .. 

 

والمفارقة ان الجامعة وهي تبحث بهذا التوقيت عودة نظام بشار الى الحضن العربي كما يدعون بينما الجميع شاهد كيف أستخف هذا المجرم بالعرب وكيف تنكر لشهداء العراق وجيشه اثناء احتفائه بزيارة الرئيس الايراني الذي اكد بتباهي وتملق نهج ابيه بوقوف سوريا مع ايران في حرب الثمان سنوات ضد العراق تحت انظار وزراء الخارجية العرب الذين يبحثون عودة  الابن الضال الى وكر الدبابير .



 

تعليقات

أحدث أقدم