ولادة بعد منتصف العمر

مشاهدات
 

 
 ميس خالد 

 
 
إنه عامي الأول بين يديك
ويحدثُ أن أتنفسَ وجهَك من سماءات لقائنا
فتباغتني الحياةُ بسناها
يا نبضيَ المُتسارع
تعال
نشطبُ أمتارَ المسافةِ
نغتسلُ بحلمٍ واحد
أسابق ظلّي إليكَ
لعلّي قُبيْلَ المغيبْ
أصادق ضَوْءَ الشموسْ
وضوْعَ الأقاحي ودفءَ السّمرْ
وأجني هديرَ السواقي
وشدْوَ البلابلْ
وفَيْءَ الشجرْ
لعلّي أقودُ الرّبيعَ إليكَ
وأهمي فراشاً يجوب الروابي
يطرز كلّ الدّروب بلونِ الشّروقْ
ويمحو شحوبَ الصورْ
لعلّي أصوغ اللّهيبَ بَرَدْ !
وحين يجنّ حنيني ويقسو اغترابي
أعاقر وجه القمر.
أنا مُطفأةٌ جدا...
فاقترب حتّى أراني من خلالك.
فاقترب مني ...
ادعس فوق اللهب ..
تحت الثلج ...
تقوقع وتين القلب ..
انصهِر في مجون الأنين..
أنت الآن لي ..
خطوة ..
خطوة ..
فوق حِراب شوقي ..
على وقع موسيقى نبضاتٍ محمومة
تُشاغب خطواتنا المُتعانقة موتاً
أنتَ لي كما كنتُكَ أبداً ..
على بُعد فحيح أنفاسٍ تتوحد في تشظيّات شهقة ..
على بُعد قُبلة مُحرمة ..
على بُعد سنين شاخت في براءتها..
تجذبني إلى رئتيك بجنون عِشق يولد في سرير الموت ..
سهام عِطرك ترشق نَحري في مَقتل ..
عيناكَ المتأججتان لوعة تنهبني نهباً..
يداكَ المُنزلقتان على خصري ..
المتشبثتان به كغريق يتشبث بآخر طوق نجاة ؛
تُبركِن أحاسيساً أحتاجُ عُمراً فوق عمري الضائع
لأفكُ شيفرتها ...
بي رغبة للسقوط على كفوف قلبك ..
حتى إذا ماطوقتني بشغف
انفلت كالماء من بين أصابعك..لأسقط فيكَ مجددا .
أنا ياسيدي امرأة تؤمن بمساحة ضوء تضمّ الحيارى
خلف السديم
حيث يتنهد الجفن برقصة تقرع نواقيس الحياة
في ذاكرة العُشب
وتكسو رعشة الظّل عباءة البرق
تكفرُ القهوة بمرارتها ،
وتمزج بسكّرها المباسم الصائمة..
فتعال ...
نزرع قزح الوفاء في كل قلب
نحصد الزهر البريّ من خريف الساعات
ونعجن الندى في دِنان النار
تعال نمنح جوارحنا حق الغناء
كيلا تُخطئ العصافير السعيدة
نافذة الصباح .

 

تعليقات

أحدث أقدم