من الذاكرة اربعة اسطر لصدام حسين .

مشاهدات

 


علاء آل شبيب

 

كان عليّ أن أمر بسيارتي كل يوم على البقال المرحوم حجي شهاب في حي المستنصرية لاشتري منه الخضار قبل أن أصل البيت ، وذات يوم كانت تقف قبلي امرأة مسنة تكلم البقال فسمعتها تشتكي ظنك العيش فتدخلت بفضول وقلت لها ( خاله شنو قصتك ) ؟ فأجابت : 

 ( ياخالة والله كتلني القهر شحچيلك نحن عائلة كبيرة من 16 نفر گاعدين في بيت ايجار صغير وفوق كل هذا المشاكل بين اولادي وبناتي لا تتوقف !!! )

 

قلت لها : تعالي معي سأكتب لك رسالة للسيد الرئيس ، أخرجت حقيبتي من السيارة وكتبت في ورقة بيضاء الرسالة التالية ولا أزال احفظها عن ظهر قلب وهذا نصها :

 

( السيد الرئيس صدام حسين حفظه الله ورعاه .

بصفتك راع للرعية فلا اعتقد انك ستقبل أن تعيش عائلة عراقية مكونة من 16 نفر في بيت ايجار يعانون من ظنك العيش ولا يملكون دارا سكنية وهذا اقل حق يجب أن يتمتع به كل مواطن عراقي . مع خالص الاحترام والتقدير ) .

 

كتبت اسم المرأة الكامل في الاسفل مع العنوان ووضعت الرسالة في ظرف وكتبت عليه : إلى السيد الرئيس صدام حسين حفظه الله ورعاه ، وقلت تعالي معي يا امي سنذهب الان لتسليم الرسالة .. فأنطلقت ووصلت لاستعلامات القصر الجمهوري وسلمت الرسالة بعد أن قلت لهم ( هذه الرسالة تخص هذه المرأة العجوز ووعدوني بأمانة أن الرسالة ستصل ) . نسيت الأمر وبعد 4 اشهر تقريبا وقفت قرب الجامعة المستنصرية لاشتري جريدة فأذا باحد يحضنني من الخلف فالتفت فإذا بها تلك السيدة المسنة !!! فقالت ( وينك ياخالة مو الريس انطانة بيت كبير تمليك .. يايمه انت الله دزك الي .. واخذت تقبلني من راسي وودعتها متمنيا لها التوفيق ) .

 

حقيقة لم أكن من محبي أو مناصري الرئيس صدام حسين ابدا ولا أزال إلى يومنا هذا أحمله المسؤولية كاملة عما جرى للعراق وهذا رأي الخاص ولكن عليّ أن أعترف على الرغم من قساوته المفرطة فأنه كان يملك كارزما القيادة التي لا يختلف عليها اثنين .

 


 


تعليقات

أحدث أقدم