هل نحنُ أبرياء؟!!

مشاهدات

 


بقلم سعد أحمد الكبيسي 


خطب عبد الملك بن مروان على المنبر يوماً فقال : ألا تُنصفونا يا معشر الرّعية ؟! تريدون منا سيرة أبي بكر وعمر ولم تسيروا في أنفسكم ولا فينا بسيرة رعيّة أبي بكر وعمر، أسأل الله أن يُعين كلاً على حاله !! صحيح أنّ النّاس على دين ملوكهم ، ولكن النّاس يتخذون الحكام والحكومات شماعة يُعلّقون عليها فسادهم ، ليست الحكومات فاسدة فقط ، نحن شركاء معهم في الفساد، فنحن نمارسه بشتى الطرق ، وأرجو أن لا تزعلوا عليَّ وإليكم صور من مشاهد الفساد عندنا :

 

* الفلاح اللي يغش بالمحصول هذا فاسد .

* اللي يقدم مصلحة حزبة على مصلحة بلده ، هذا فاسد .

* مدير الدائرة اللي يقضي حاجات بس جماعته، هذا فاسد .

* الدكتور المعـبِّـس بالمستشفى ويضحك بالعيادة هذا فاسد .

* الموظف اللي يبصم الصبح ويطلع ويرجع الظهر هذا فاسد .

* المعمم اللي يستغل بساطة الناس، ويكذب عليهم ، هذا فاسد .

* اللي ينتخب الأحزاب الفاسدة، وهو يعرفهم فاسدين، هذا فاسد.

* الاستاذ الجامعي اللي ينجح الطالبات مقابل.......، هذا فاسد.

* الموظف اللي يستخدم سيارة الدولة لأغراضه الخاصة هذا فاسد.

* الدكتور اللي يجبرك تأخذ العلاج من صيدلية محددة، هذا فاسد .

* مدير المدرسة أو الدائرة اللي ما يحاسب الموظف الي يتغيب، هذا فاسد .

* الموظف المدني والعسكري الي ينطي نص راتبه حتى ما يداوم، هذا فاسد .

* سائق التكسي اللي ياخذ أجرة أكثر من المحددة من الشخص الغريب، هذا فاسد .

* ابو المخضر اللي يخليلك بالعلاكة طماطة ممرودة من اتدير وجهك، هذا فاسد .

* سائق سيارة الاسعاف يجبر المريض يدفع اجرة التوصيله للمستشفى هذا فاسد.

* الي يدخل مواد فاسده ويغير الليبل والتاريخ المنتهي بليبل وتاريخ جديد هذا فاسد .
* تاجر الحبوب اللي ينطي فلوس لموظفين الدولة حتى يقبلون الحنطة المغشوشة، هذا فاسد .

* البوزرچي اللي ياخذ 3 آلاف على دبة البانزين من الفقرة اصحاب الدراجات، في حين سعر الدبة الفين وربع، هذا فاسد .

* السكرتير (الوگّاف) ابو الباصات اللي يگعد  بباب الدكتور، إذا تنطيه خمسة آلاف ينطيك رقم واحد، وانت جاي اخر الناس، هذا فاسد .




وأنا اعلم جيداً أن اغلب المعلقين على الموضوع سيكتبون (الناس على دين ملوكهم) ولكن هذه القاعدة ليست ثابتة وعندي مثال من التاريخ الحديث, السلطان عبد الحميد الثاني فقد كان هو في وادٍ، والطبقة المحيطة به في وادٍ، لقد كان الرأس صالحاً ولكنه لم يستطع أن يعالج الجسد الهزيل للدولة، كل ما حققه أنه خرج من الدنيا بموقف مشرف يُحسب له !! وأحب أن أكرر وأذكر إذا كانت الحكومات تستورد الخمور فمن يشربها ، وإذا كانت الحكومة تغض الطرف عن بيوت الدعارة والملاهي الليلية فمن هم زبائنها، وإذا كانت المعاملات لا تمشي دون رشوة فبعضنا الراشي وبعضنا المرتشي ! 

 

صدقوني لو جلسنا مع أنفسنا جلسة صراحة لوجدنا أننا نسخة مصغّرة من حكوماتنا التي ننتقدها ! فلا ننسى أن لنا نصيب من المسؤولية، وبدل إلقاء اللوم على غيرنا علينا بمراجعة أنفسنا وواقعنا, وعلينا البدء بإصلاح أنفسنا أولا، بالجد والكد والإخلاص والقراءة, واستخلاص العبر، وحسبنا (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) .

 

وسلامتكم

تعليقات

أحدث أقدم