أعظم علاج في العالم

مشاهدات


فاطمة المزروعي


في تعاملاتنا اليومية نحتاج للكثير من القيم الحياتية وأعظمها قيمةً التسامح إنها من أهم الدروس التي يجب أن نتعلمها لما تحمله من مضامين متنوعة وتمنح الشخص إحساساً بالحرية الشخصية والأمل والطمأنينة والسعادة والعدالة والمساواة ، يسمح لنا بأن نشعر بترابط أحدنا بالآخر وبكل تلك الحياة ، ويحررنا من أشياء كثيرة فهو يخمد معاركنا الداخلية مع أنفسنا ويتيح لنا فرصة التوقف عن استحضار الغضب واللوم ، إن للتسامح قدرة كبيرة على علاج مشكلاتنا الداخلية والخارجية، فبوسعه أن يعبر عن الطريقة التي نرى بها أنفسنا والآخرين ، فالبعض قد يتحدث عن هذه القيمة ويدافع عنها ولكن لا تجد لها أي صدى في حياته نجد الكثير من الصراعات على مستوى الأسر والعائلات والأخوة والأصدقاء وغيرهم قد تمتد وتتزايد وربما تصل لمرحلة المقاطعة والغضب وعدم التسامح، ربما نحتاج إلى أن نستمع للآخرين ومحاولة فهمهم قبل الدخول في حالة مخاصمة وغضب لأن هذا السلوك نتبعه دائماً كلما واجهنا حالة اختلاف في وجهات النظر فإننا في نهاية المطاف سنبعد ونطرد عن الجميع من دون استثناء .. إن سلوك عدم المسامحة سوف يجذب بالقرب منك السلبيين الذي يصبحون عبئاً ثقيلاً عليك وعلى وقتك من دون أي فائدة حقيقية .

 

البعض يتوقع أن السعادة في المال وتراكم الأشياء المادية من حولنا ولكن المشكلة أنه كلما تراكمت الأشياء احتجنا المزيد منها ولا نصل إلى تلك السعادة بل قد يتزايد الغضب والإحباط والتعاسة واليأس في دواخلنا، إن التسامح قد يساعدنا على نسيان الماضي الأليم وألا نجد مساحة للكره أو الحقد أو الغضب، لنتخلّ عن الرغبة في إيذاء الآخرين والبحث عن مزاياهم بدلاً من أن نحاكمهم أو نبحث عن عيوبهم، فكلما كان التسامح في دواخلنا، استطعنا الحصول على هدوء البال الذي ننشده، تذكر دائماً أن التسامح يحررنا من الماضي ومن الضغائن والشكاوى التي نحملها للآخرين ويساعدنا على أن نرى المستقبل بشعور مسالم، ربما يمكننا استخدام بعض الطرق للعلاج والتخلص من آلام الماضي، فالكتابة أداة قوية في التسامح ومعالجة العلاقات، قصيدة أو رسالة بريدية سواء ورقية أو إلكترونية تحمل فيها الكثير من المحبة والمسامحة والتعبير عن المشاعر قد تسهم في إعادة الروابط الأخوية وحل المشكلات، إن التسامح عملية مستمرة وليست خاصة بوقت معين، إنه اختيار وليس مفروضاً عليك أن تسامح أو تؤمن به ولكن عليك أن تبذل قصارى جهدك لتشعر بنتائجه، سوف تجدها فرصة للتخلص من الهموم والغضب وسوف تتحول مشاعر الكراهية إلى حب ، إن التسامح الطريق إلى السلام والحب والأمان، وأجمل مثال نستحضره بلادنا الإمارات، التي استطاعت أن تجعل التسامح أولوية وهمها في الدرجة الأولى سعادة شعبها، دعونا نشجع أطفالنا على قيم التسامح والمحبة لنغرس هذه القيمة الأخلاقية في قلوبهم الصغيرة، ولا ننسى قول المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الباني المؤسس في نصيحته عن التسامح: «أهم نصيحة أوجهها لأبنائي البعد عن التكبّر، وإيماني بأن الكبير والعظيم لا يصغّره ولا يضعفه أن يتواضع ويتسامح مع الناس، لأنّ التسامح بين البشر يؤدي إلى التراحم، فالإنسان يجب أن يكون رحيماً ومسالماً مع أخيه الإنسان». 


المصدر : البيان

تعليقات

أحدث أقدم