هل هناك قواعد عمل ثابتة عند الغرب ...؟

مشاهدات


ضرغام الدباغ


الغرب الرأسمالي مذهبه الأول والرئيسي هو المال والفائدة والأرباح والمكاسب ... وقد تنازلوا وتخلوا عن كل الاعتبارات والقيم لصالح الربح. والربح والكسب هو العامل المحرك الأول والأهم لديهم. ومن ذلك، أنهم تخلوا عن القيم الاخلاقية للعلاقات بين البشر، مقابل سيادة صارمة للقوانين، وتخلوا عن العائلة مقابل الحقوق الواضحة للزوجة والأطفال . لا مكان مطلقا للعشيرة ولكن مع ظلال خفيفة للمناطقية، وأهمية أكبر كامنة للقومية، ولكن بسبب الاختلاط الشديد القومي في مجتمعاتهم، يتجاهلون العامل القومي، لأن تنشيطه سيلحق الوهن بوحدة البلاد . هناك مقولة شهيرة تنسب إلى رئيس وزراء بريطانيا الشهير " ونستون تشرشل " أن الدول لا تعرف الصداقات الدائمة ولا العداوات الدائمة، فهناك مصالح دائمة فحسب ". وهذا منطقي، فطالما أن قواعد السوق هي السائدة، هنا تصح نظرية " كل شيئ يشترى، يمكن أن يباع " وبهذه الحالة تبدو هذه بديهية.

 

الديمقراطية :

بحكم كون النظام السياسي الرأسمالي قديم (أكثر من ثلاثة قرون)، فالدولة مدربة ومحكمة ولها خبرات وتجارب، وقد صيغت مبادئ قانونية / دستورية، توفر السيطرة التامة والمتقنة على عناصر القوة في الدولة والمجتمع : الجيش، القضاء، قوى الأمن، بما لا يدع للصدفة مجال.... وحين تكون المعارضة جدية وتلعب خارج النص (المتفق عليه)، هناك أساليب عديدة تتبعها لأضعاف صوتها. أما أصوات اليسار تحديداً لا ينبغي أن تسمع، وإن حدث أن تفوه أحد بقضايا اليسار، والأفكار الاشتراكية ...فيهمل ويقاطع ويعزل ...وقد تلفق ضده قضية إذا أصر على إظهار صوته وصورته ..!

 

الديانة :

ظاهريا المجتمع ليس متديناً، ولكن في الواقع أن النوازع الدينية كامنة عند الناس، تظهر في مناسبات معينة لإبداء اللون والتوجه.

 

المسألة المذهبية :

ظاهريا تبدو غير موجودة، وليست هناك نصوص قانونية واضحة حولها، ولكن من يعيش في المجتمعات الأوربية يلاحظ أنها موجودة وكامنة في النفوس. ولكننا نرى أحياناً ونسمع، ونشم روائح، خفيفة (حسب درجة تطورها) ولكن لا أحد يصرح عنها، فالتصريح عنها هو من المحرمات.

 

الظواهر العرقية :

موجودة دائماً، ولكنها بدأت تظهر بشدة ووضوح منذ نحو عقدين أو ثلاثة عقود، وفي مجتمعات بعض الدول الأوربية هي أقدم وحتى مقننة، ولكنها مغلفة بإحكام، الظواهر العلنية اليوم تسود حتى أكثر المجتمعات الأوربية رقياً بدرجة مثيرة للدهشة ..!

 

الصراع الطبقي :

هل هناك قضية طبقية لدرجة الصراع الطبقي ...؟ بالتأكيد هناك تباين طبقي حاد وواضح جداً، بل ويزداد عمقاً، ولكن السلطات بسبب ذكاءها، وحسن إدارتها، تمنعها من الوصول لدرجة الانفجار . والأوربي على الأرجح مهذب، والتهذيب واللغة الأدبية تنطوي على مساحة كبيرة جداً من حسن التصرف الممتاز، إلى التصرف الخالي من التهذيب. والأوربي لا يصبح قليل تهذيب من المرحلة الأولى، بل يبدو مؤدبا ومهذباً، تراه يقبل يد النساء، ويهدي الزهور، ولكنه لا يتورع عن النهب والسرقة بأناقة...! وقد يعقد مع الصفقات، ولكن عليك إن تنتبه، فمن الممكن أن يغشك ويسرقك، ولا يعتبر هذه سرقة ... يعتبرها صفقة، أنت وافقت عليها .. وسيطرة الدولة لا شك فيها، على الحياة الاجتماعية والسياسية مؤكد، ولكن بوسائل وإخراج لطيف خال (تقريباً) من الفضاضة. ولكن قوى الأمن لديها قيادات كفوءة لا تتبع أساليب القمع الشخص بسهولة وبسبب وبدون سبب. وتحول دون تحول القمع لقضية رأي عام، وقد يضحون بسهولة برجل أمن لم يتقن حسن التصرف . الدولة تفعل كل شيء لتتواصل سيطرتها الناعمة ...!  هي ديمقراطية، ولكن المسيطرون يهيمنون على الدولة أنفسهم منذ مئات السنين، الأشخاص يتغيرون، ولكن جوهر الامر يتواصل ....! وفي النتيجة الرابح الوحيد في الدولة هم فئات الأثرياء، الذين يعيشون بأوضاع اجتماعية خاصة جداً مرفهين بدرجة خيالية، لهم مصحاتهم ونواديهم، وأحياءهم ... وطائراتهم الخاصة ...بعيدون جداً عن سائر الناس ولكنهم في الواقع هم من يدير البلاد.

تعليقات

أحدث أقدم