خاطرة ضابط الأمن في السجن

مشاهدات

ضرغام الدباغ

 

كان أحد ضباط الأمن قي سجن أبو غريب / قسم الأحكام الخاصة يكن لي مودة خاصة ذلك أن والده كان أحد آمرينا أثناء خدمتنا في قوات الحدود أواسط الستينات وقد علم بقضية سجني فأوصى أبنه ضابط الأمن في سجن أبو غريب أن يعتني بي والواقع أن العديد من ضباط الأمن كانوا ينقلون لي التحيات مشكورين من آبائهم الضباط المتقاعدين بل حتى أن احدهم قام بزيارتي في احدى خفارات أبنه وفي هذه إشارة أن الدنيا كانت لا تزال بخير . 

 

أحدهم  ضابط الأمن موضوع الخاطرة طلبني هذا الضابط ذات أمسية وبعد أن أنتهى اللقاء وتأهبت للعودة للقسم قال لي وكأنه يتحامل على نفسه " دكتور أريدك أن تنتبه وتدير بالك " فأجبته بلهجة شاكرة بأني منتبه ... أبتسم وقال ... " لا .. أنت غير منتبه " فقلت له كيف قال " أنظر طلبت منا دائرة الأمن أن نزودهم بنسخة من خطك وها هي النسخة " وعرضها لي .... مما يعني أن أحدهم (أحد النزلاء من المتعاونين مع الأمن) قد اختلسها مني وزود بها دائرة الأمن . وشكرت هذا الضابط كثيراُ وتأملت في الأمر .... وهذا لا شك ينطوي على معاني كثيرة ...

 

وفي مرة أخرى أنقذني ضابط آخر من ورطة حقيقية . أريد بهذا القول : صحيح أن مجتمعاتنا زاخرة بالأفراد الفاسدين ولكن بالشرفاء أيضاَ .....