المؤرخ صناعة معرفية مستدامة

مشاهدات



فاطمة المزروعي


لكل أمة من الأمم تاريخها وتراثها وأرشيفها الذي تسعى للحفاظ عليه بوصفه كنزاً لا يقدر بثمن ولدينا في بلادنا اهتمام كبير بتراث الآباء والأجداد ومحاولة ربط جيل اليوم بذلك الماضي وتنمية حس البحث والرصد التاريخي وإعداد المؤرخ وتوفير جميع المصادر التاريخية له للاستفادة منها إنه الأرشيف والمكتبة الوطنية في أبو ظبي الذي تأسس في عام 1968 بتوجيه من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه لحفظ التاريخ وتراث الأمة وليكون ذاكرة الوطن حيث قال : «من ليس له ماضٍ ليس له حاضر ولا مستقبل».

 

لقد استطاع الأرشيف والمكتبة الوطنية تحقيق الغرض من إنشائه وإيصال رسالته إلى شرائح الوطن كافة وبنظرة عامة إلى جميع الخدمات التي يقدمها للباحثين وطلبة الماجستير والدكتوراه وغيرهم ممن لهم صلة بالتاريخ والتراث سنجد أن الأرشيف قد وفر لهم المعرفة المستدامة وساعدهم على الوصول إلى المعلومة بكل بساطة ويسر لقد أسهم في صناعة المؤرخين الشباب وتهيئتهم للمستقبل من خلال طرح جائزة المؤرخ الشاب التي تستهدف الشباب منذ سنواتهم الدراسية الأولى وحتى المرحلة الثانوية لتجهيزهم للمستقبل وتنمية الحس البحثي والإبداعي لديهم للبحث في القضايا المهمة التي تتعلق بالتاريخ والتراث مثل الاستدامة والتراث والتاريخ الشفاهي والبحث عن تاريخ الدولة مستفيدين من ذاكرة الأرشيف من الصور والوثائق وغيرها من المصادر المهمة التي تزخر بها مكتبة الأرشيف . كما أن الأرشيف لديه منصة الأرشيف الرقمي للخليج العربي وهي منصة إلكترونية تحتوي على الآلاف من الوثائق التي يمكن للباحث الرجوع إليها فهي متاحة مجاناً على محرك البحث وكلها تصب في تاريخ دولة الإمارات وعلاقتها بدول المنطقة مستخدماً أجهزة الرقمنة والمسح الضوئي الحديثة .

 

لقد استطاع الأرشيف والمكتبة الوطنية الوصول إلى أكبر شريحة في المجتمعين المحلي والدولي وتمكن من تحقيق استدامة المعرفة وصناعة المؤرخين . 



المصدر : البيان

تعليقات

أحدث أقدم