الملاك الجميل الذي انقذتني في صفوان !!

مشاهدات



علاء ال شبيب

 

بعد عناء طريق طويل من بغداد وصلت إلى البصرة الفيحاء إلى ساحة سعد بعد أن صدر أمر عسكري بالتحاقي بأحد ألوية الجيش العراقي في الكويت في الوفرة !! كنت عطشانا جدا فوجدت أحد الأطفال جالس على الأرض يبيع الماء في ( سطلة ) فشربت منه طاستين من الماء وبعدها بحثت عن السيارات التي تذهب للكويت فوجدت سيارة توصلني إلى صفوان ، بدأت احس بمغص غير طبيعي وصداع قاتل ، وصلت وانا منهك تماما وفجأة رأيت الدنيا أصبحت حمراء فسقطت على الأرض لا استطيع التحرك كنت اسمع الناس تتسائل حولي مابه ؟ فكانوا يجيبون ( سكران شارب قزرقط عوفوه يموت يطبه الف مرض !!! ) ... 

 

سمعت صوتا يقول لي أنا أريد أن اساعدك اريد أن اخذك للمستشفى حاول أن تقوي نفسك ، لا ادري كيف وقفت بمساعدته فوجدت نفسي داخل سيارة أجرة ولا اتذكر الباقي !! سمعت صوتا جميلا من امرأة وهي تقول ( الله يخليك اصحى ياعيني مع بعض الضربات على وجهي ) فتحت عيني فإذا بتلك الفتاة فائقة الجمال وهي تقول ( اللهم صلي على محمد وال محمد الله كتبلك أن تعيش فالماء الذي شربته كان ملوثا ومسموما ) كان المغذي بيدي ، فقالت : انت الله يحبك أتى بك هذا الشاب ، الحمد لله أعطيتك إبرة مسكوبان في الوريد وجابت نتيجة ، نظرت بقربها ذلك الشاب الاشقر وعرفت أن اسمه فلاح من أهل بغداد وايضا منقول للوفرة !! والأغرب أنه بنفس الوحدة العسكرية التي انا منقول لها !!.

 

تركتني تلك الدكتورة الجميلة وقالت ابقى حتى ينتهي المغذي وتستطيع الخروج من المستشفى ، رافقني فلاح طول الطريق ولم يتركني حتى وصلنا الوحدة العسكرية فما أن وصلت إلى القلم حتى علمت أن هناك كتاب نقلي إلى وزارة الدفاع في بغداد !! اخذت الكتاب فنظرت إلى فلاح فقلت له أنقذت حياتي فلن اتركك قال ماذا تقصد ؟ قلت له : سترجع معي إلى بغداد .. ياصديقي كل من سيبقى في الكويت اقولها لك سيموت استمع لي فأنا لي الخبرة بالحرب العراقية الايرانية ، انظر الى طائرات الهليكوبتر الأمريكية التي أمامنا يافلاح سيسحقونا لا محال ولن يستطيع أحد مجابهتهم ارجوك تعال معي لبغداد والله يحلها فيما بعد ، قال : يعني اهرب !! قلت : سميها ماشئت !! وهكذا اخذت فلاح معي إلى بغداد وانا داومت في وزارة الدفاع ومن بعدها اشتعلت الحرب فعرفت أن ذلك اللواء سحق بالكامل ولم يخرج منه نفر واحد إلا انا وفلاح . انتهت تلك الحرب اللعينة .. وبقيت اتذكر الملاكين الذين انقذاني فلاح وتلك الدكتورة الجميلة .


تعليقات

أحدث أقدم