قانون القراءة.. استثمار في الإنسان

مشاهدات



فاطمة المزروعي


في عالمنا العربي المثقل بالهموم الحياتية اليومية تعوّدنا من الكثير من الحكومات أن تسن القوانين في مجالات عدة ومتنوعة لكن لم يكن بينها في أي يوم قانون يهدف لتنمية القراءة ورفدها ودعمها وتنميتها وجعلها واقعاً حياتياً في المجتمع . الإمارات وكعادتها دوماً في احتلالها للمراكز الأولى في مبادراتها الفريدة في مجالات عدة من السعادة والتفوق والإبداع والتميز والتسامح قدمت للعالم بأسره ولأمتنا العربية والإسلامية مبادرة عملية تنم عن واقع جديد يتماشى مع عصر المعلومات وهو دعم القراءة لأن القراءة كل شيء في الحياة، وهي مفتاح كل معضلة وهي سفينة لكل من يبحث عن النجاة بل من ينشد التفوق والنجاح في أي مجال من مجالات الحياة .. 

 

لقد خرجت الإمارات من بوتقة التنظير الذي مللت الشعوب والمجتمعات وابتعدت عن المثاليات والكلمات الرنانة والشعارات الجفواء البعيدة عن الواقع الفعلي الواقع الذي يعيشه كل واحد منا ويشعر به ويحسه فوضعت برامج متكاملة تستهدف تنمية القراءة والحث عليها حتى تحولت الإمارات في غضون أشهر قليلة لوحة من المعرفة، وورشة من الندوات والمحاضرات والبرامج التي تستهدف نشر العلوم والمعارف وتعميمها على جميع الناس .. ثم جاء وقت التأسيس وبناء مؤطر بقوة القانون ويقام على أساس من الوضوح بالواجبات والمهام والوظائف.. لذا تم الإعلان عن قانون القراءة وهو قانون طموح وواعد وشيق وذهب بعيداً جداً في وضع الأسس لعمل ناجح وواضح يستهدف دعم الجهود التي تستهدف القراءة وبرامجها وما تحتاجه من وسائل وجهود متنوعة ومختلفة من جهات عدة سواء حكومية أو من القطاع الخاص اهتم هذا القانون الطموح الفريد من نوعه بالطفولة ومنذ الولادة لتغذيته مع أولى صرخاته في هذه الدنيا أن توفر له مستلزمات القراءة وتصبح واقعاً بقوة القانون كما استهدف المدارس على مختلف مراحلها ومن شأن هذا القانون أن يدعم حركة التأليف والنشر بشكل واضح وغير مسبوق .

 

يقول الفيلسوف والسياسي الانجليزي جون لوك : القراءة تمد العقل فقط بلوازم المعرفة أما التفكير فيجعلنا نملك ما نقرأ . ذلك أن القراءة هي المورد الوحيد للمعرفة ولن تستطيع التعامل مع هذه المعارف دون عقل تعود على الغذاء المعرفي الدائم . وأعتقد أن هذا الجانب الذي من اللازم التنبه له والتيقظ حوله وهو أننا مع توجهنا نحو القراءة فإننا يجب أن نعمل على تنمية العقل وتقوية حضوره وملكاته نحو التفكير والإبداع ودون شك أن الآراء التي سمعناها وقرأناها على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والتي كانت من مغردين ومدونين من خارج الإمارات والذين أجمعوا على أهمية هذا القانون وتفرده وأنه بارقة أمل من شأنها أن تبث الضوء في عالمنا العربي .. وهم محقّون خاصة إذا علمنا أن قانون القراءة جاء في طياته الكثير من الجوانب التي تتقاطع وتمس مفاصل المجتمع وتهدف ليس لتعزيز القراءة وفق مناسبة محددة أو تاريخ محدد بل لتجعلها واقعاً حياتياً مستمراً في العمل والمنزل والشارع وتكون ثقافة عامة بقوة القانون وهنا الطموح والتفرد والتميز .

 

المصدر : البيان

 

تعليقات

أحدث أقدم