ماذا بعد موتي ؟

مشاهدات



بنين السعدي

 
كل ليلة ارتمي على فراشي وانا متعبة من تنظيف البيت وغسل الصحون والطبخ وواجبات أخرى ، بعد العمل وصخب التلاميذ وانا أؤنب نفسي دوما وأتسائل يا ترى هل قصرت في شيء ؟ .. وفي اليوم الذي يليه احاول ان اجتهد أكثر وأكثر في محاولة لإرضاء ضميري ، واركض هنا وهناك وأحاول ان افعل كل شيء وكأني بطل خارق ... لكنني ذات يوم رقدت وانا منهكة جداً ووضعت خططا ليوم جديد وعدت نفسي فيه ان اجتهد اكثر ، حاولت ان انهض من فراشي في الصباح فلم افلح . وما ان مضت دقائق حتى سمعت صراخ اهلي عند رأسي وانا احاول ان اتكلم معهم لكن دون فائدة .. لم اكن افهم مالذي يجري . وحاولت أن اهدأ نفسي لأفهم ... لكن تعالت الاصوات من كل جانب ثم توافد الناس من الأقرباء والجيران والاصدقاء . والكل يبكي . في تلك اللحظة فهمت انني فارقت الحياة ..

 
انتهت فترة العزاء وبعد ايام قليلة من البكاء والعويل عاد كل شيء الى حاله وكأن شيئاً لم يكن . والعمل الذي لم ينتهي اليوم يمكن ان يقضى غداً . والطلاب بأستطاعتهم ان يأخذوا درسا خصوصيا ويجتهدوا قليلاً من أجل ان ينجحوا ، والسؤال هو : 

 

اين انا الان ؟

 
ليس لي وجود . لمن كنت اعمل وأتعب ؟

 
كل شيء ذهب ادراج الرياح .. فقط خسرت نفسي ولم اتمتع بحياتي وكان كل همي ان يكون كل شيء مثالي ولم اعرف قيمة عمري وكان علي ان اعمل ما استطيع ولا احمل نفسي أعباءً ثقيلة .

تعليقات

أحدث أقدم