فاطمة المزروعي
الحياة ألوان فلا حزن دائم ولا سعادة خالدة والجميع يسعى نحو البحث عن النجاحات ومحاولة تحقيق الذات ولكن تأكد ما تحقق من النجاحات في الماضي قد انتهى والآن نحتاج للاستفادة من دروس الماضي من أجل تحسين المستقبل وماضيك زاخر بالكثير من الأحداث والدروس التي من الممكن أن تساعدك لغدٍ أجمل .
إن أحداث الماضي لا تتشابه مع المستقبل فلا تلقي على نفسك عبئاً ثقيلاً في كيفية التعامل مع المستقبل المجهول إذ من الأفضل عدم التوقف في محطات النجاح التي تحققت طويلاً بل يجب التوجه مباشرة لوضع الخطط الجديدة التي تقودك نحو المستقبل فالتحدي يكمن في المحافظة على القمة، وإدارة قوية، وأن تعيش مستقبلك بشيء من التخطيط، وأن تتسلح بخبرة الماضي وأنت تواجه المواقف الجديدة، عندها سوف تشعر وكأن العالم كله ينظر إليك مترقباً ما ستقوم به، لذلك لا بد أن تكون ناقداً جيداً بنفسك ومستقبلك ولا تتهرب من تذكر المواقف الأليمة في الماضي، فهي سوف تساعدك على تحديد سلوكياتك المستقبلية التي ترغب فيها، فربما يكون الماضي كابوساً قد يزعجك أو درساً مفيداً يساعدك على التخطيط لمستقبلك، لذا عليك أن تنظر للماضي بعين فاحصة وتتعلم منه، لأن ذلك سوف يساعدك على التخطيط الجيد للمستقبل، ولكن يجب أن تفهم أن الوقوف على الماضي ليس للبكاء ولكن للتعلم وأخذ العظة منه، والانطلاق بقوة نحو المستقبل متسلحاً بالمعرفة والعلم. قديماً قال كونفوشيوس: «إذا أردت أن يكون المستقبل صفحة واضحة أمامك فعليك أولاً أن تدرس الماضي».
الكثير من الناس يصلون للنجاح ولكن سرعان ما يتوقفون ويقتنعون بأنهم ناجحين، لذا من المهم أن تعرف وتجيد تماماً كيفية المحافظة على هذا التميز، وأن تستمر في حالة النجاح وأن يصبح جزءاً من شخصيتك، وحياتك، وقِسْ هذا النجاح على مستوى الكثير من الأمم والمجتمعات، فالنجاح يجب أن يكون عملية متواصلة لا تعرف التوقف، بل تحتاج للتزود بالعلم والمعرفة، والتنافس نحو المستقبل مهم جداً، فالتنافسية هي التي أوصلت العالم إلى مزيد من المخترعات والمبتكرات. يقول السياسي الأمريكي جويل باركر: «لا تدع نجاحات الماضي تغلق عليك كل أحلام المستقبل». المستقبل قادم ولكنه يتطلب منا مزيداً من التطلعات والآمال وأن لا نتوقف عند مرحلة معينة، وعليك أن تدرك أن وجودك في هذا العالم له قيمة ومغزى، وهذا الإدراك يجعلك تعيد تصورك للعالم وتقهر حاجز المستقبل وتدفع بحياتك بقوة، وتذكر قول جورج برنارد شو: «إن استخدامك لشيء ما بهدف تشعر أنه عظيم، فذلك هو الفرح الحقيقي في الحياة بحيث يكون هدفك دعماً للطبيعة بدلاً من أن يكون المعاناة والأحزان، فهما يتسمان بالأنانية لأنهما يمنعان المرء عن العطاء، فبالأفعال تحيا الشعوب وليست بالأقوال».
المصدر : البيان

إرسال تعليق