شناشيل نيسان

مشاهدات



ميس خالد


قُدَ قميص الحزن عن قلبي 

لم تزهر مواسم إبتسامتي...

منذ أن  حزمت حقائب نيسانك

شاركني هجرة الفراشات

 حتى محطتها الأخيرة ...

كان يمشي بجانب الصباح

العاشق الذي وقع في بقعة ذكرياته

بقيت عيناه على زهرة ما لوّن الندى وجهها

الهدوء يلقي بثكنته في المزاجات

الشوق يوارب باب العتمة

يد حمقى تحاول طيّ اليوم من روزنامة النسيان ..

قلبه مفعم بالأحداث

هي أرتقت قطاراً في باكورة الحكاية

وفي متناول رئته منها عطر...

هو فطن جداً أزاء الأحاديث لم تشرد من باله لحظة ود

ولم ترد بروحه استراحة من اعتراك المشاعر

وفي سرب أمنياته كان يربّي أمنية التخطّي

لكنه رهين العثرات هش النبض

الإنسان الذي بداخله ليس سوى حبر و دمع

يغرس شتائل الشعر في سواقي لحظاته

تفوح من أقمصة أحلامه رائحة خصلاتها العنيدة

كان بعيد الخيال يركب متن بساطه الشعري

ويولي قلبه قبالة صوتها

خانته المسافات

إتخذ من الصباح فسحة

إنزلق في بقعة ذكرياته

لم يجد زهرته النضرة

كانت منسية على أطراف قصائده 

تلك البشاشةُ في زوايا ثغرها

 تفِكُ صدأَ الوقت

صوتُها الضاحك ..يهذبُ حزنَ صدره

بآنية السكينة ..يغسلُ أصداءَ الشقاء

صوتها...ميلادُ الضوء في مهد الليالي

يسكن هنا في دفءِ يندف حناجري

بينما صمتي هناك

يعزفُ السهاد على أوتارِ أجفاني

للغيمِ حقلٌ يهديها ياسمينَه

أفرشُ له كفوف الطين فتغارُ لهجةُ أحضانها

ألوّنُ ماءَ الحياة

بكلِ ماأوتيت فيه من أزهاري

أغمزُ مباسمَ الأقداحِ

حتى تصعد شناشيلُ العطرِ دَرج دِمائي

ترممُ معطفَ الرّوحِ القديم، وتفوُح :

إليكِ خَمري ياسِرّ الحفيف..

إليكِ يامهبط الطَلّ والظل

الرؤى ملاذٌ آمن يلدغُ العقارب

يمخرني لأقاصي السراب

لمعقلِ الشّتات..

يشقّ صدرَ السماءِ ..بنايٍ ونبعٍ وسنبلة

في ضريحِ السكون يسبح

كآخرِ نجمٍ مرَّ على الكوكب الحزين

يطرقُ تلكَ التائهة

مابينَ نخلةِ صبرٍ تتخندق فَمِي

وبين قيامةِ مارد الحنين

هل سأراها حين تدورُ الأرض بي

هل سأربطُ جهات روحي

حول مِعصمها ؟

ذاته السؤالُ يُفزعني ...والإجابات

مصلوبة في رحمِ الأنتظار

أستسلمُ لعاصفة أنفاس تجرف احتمالاتي

لأبعد من سكرة..لأوسعِ من رنينٍ حاد...

 يتجرع أساهُ منّي

من هدبيّ الظّامئ لضمة جياد الخيال

ومِن نهر ضفيرتها المَطوي ..بوزنٍ و قافية

كنتُ أزن الأشواق المتدفقة من الأقاصي

وبالموسيقى التي تعلك صمتي

عن الكثب الذي مكثت فيه عدة أوقات

عن الشرود المزمن في وضح اليقظة

سألتُ قنطرة الإياب عن متاهتي

ثمة لوحٌ ما ..

كان كفيلا بأن يحتفظ بكل شاردة من قبضة الوقت

يجوعُ البوح مرتين

يتناول نصف ما لديه من فاكهة الأحاسيس

وما ادّخار ما نحب إلا مقاومة حمقاء

قميص انزوائي يشي بما اخفيته

كعطر يحمل فوق أجنحة الأرجاء

يتقادم الموال في الشيب

الكنانير التي لم تعد فوق أغصان الأحتمالات

خلت من قبلها الحروف

وحدها الذكريات تسمن فتيل اللهفة

كلما تقطعت بمجيء وجهكِ الأسباب

بدعوة أرق

تأخر الحنين في متابعة ذكرى ما كانت بيننا

وهو يحصي كل نسمة مارّة منكِ في أقمصة الزمن الفائت ..

ويقارنها بمرّات النحيب اللذيذة

كل لحظة ذائقة الحبّ

الليل سمير أثناءه..

تذهب الملائكة التي تسجل جرم الشوق

وما وراء نافذة الوقت ..ضجيج دقائق الكتمان

تتناول عظام اللهفة بشراهة

وجهكِ الخمري ذو الهالة

ينكر حضوره كلّما قصصتُ رؤياه على الصباحات

يرميني بالجنون و يبتسم جانباً

الحكاية التي كانت تؤرشف كل شيء إلى رفّ عتيق

حنّطت جسدكِ البربريّ

وانزوت في ركن شديد الغبار

كلّما زرتها قدّمت لي عشاء الأعذار

كان الحلم يتخطّى حائط اعتقاله

وينام بفيء الخيال

لدقيقتين أو أوجع من ذلك بسرير

كانت ملامحكِ في نوبة حراستي

حينما ترزقني الأقدار بإغفاءة وردية

 




تعليقات

أحدث أقدم