من صفحات الأيام

مشاهدات



مريم العاني 


 
لم يكن ذاك اليوم استثناءا عن باقي الأيام . فقد خرج الأب بصحبة ابنه الشاب للعمل إلا أن الحظ العاثر جعلهم يصطدموا مع عصابات منفلتة من التي ملئت شوارع بغداد ويومها اعترضوا طريق المركبة التي كان يقودها الابن . كان أبيه يفتخر به . طلبوا منهم الترجل . وعندما حاول اعتراضهم وجهوا له فوهة سلاحًا كان بأيديهم وأردوه قتيلًا أمام أنظار والده والناس التي أدمنت هذا المنظر بكل برود . فقد الرجل وعيه ولم يجد نفسه إلا في المستشفى . وبعد أيام سأل عن السبب وحينها تذكر ما جرى ولكنه كتم حزنه وأصر في قرارة نفسه أن ينتقم ممن سرق حياة ابنه البكر ...
 

بعد أن استعاد عافيته وعاد للمنزل محطم النفس مكسورًا زاره جاره صاحب محل قريب عليه والذي رأى ما جرى وعرض عليه المساعدة فوافق ورد عليه : لكن طلبي مستحيل .
 
أجابه الرجل الطيب : قل ولا تخشى شيء ...
قال : ياليت لي حذاءًا سحريًا وعباءةً وسيفاً
رد عليه : سأفكر وأرد لك 


ليجد في اليوم التالي طلبه يصله في صندوق زينته ورقةٌ صغيرة كتب عليها بالتوفيق إن شاء الله
 
بدأ الأب المنكوب بالبحث عمن قتل ابنه لينتقم منهم فوجدهم واحدًا بعد الآخر . كيف ذلك ؟


فقد كان للحذاء قوة خارقة تمكنه من ترك أي مكان لا يعجبه بسرعة كبيرة وكذلك العباءة التي استخدمها للتخفي والسيف يأمره فيطيعه في القتل ... وعندما انتهى من المهمة التي شغلت فكره وأقلقته شعر بارتياح كبير وعاد بعد ذلك ليعيد تلك الأغراض لصاحبها فوجد أن من خانه وغدر به وبغيره الكثير لم يكن سوى جاره الطيب .

تعليقات

أحدث أقدم