الإتفاق السعودي الإيراني

مشاهدات




محمود الجاف

 

من الواضح جدا إن مايجري في الحقيقة الآن هي حرب دينية محضة بين الكنيسة الشرقية والغربية . تقودها االصهيونية العالمية من اجل تنفيذ مُخططاتها المُعلنة مُسبقا . أكدها بوش عندما قال " ان الرب أمرني أن أذهب الى العراق " وذكرها بوتين لأكثر من مرة . وشعوبنا هي أول ضحاياها وثرواتنا هي التي تمول وشبابنا هم الحطب وبلداننا هي الساحات . وفي إشارة إلى أهمية البعد الروحي الذي يحاول الكرملين إضفاءه على عملياته في أوكرانيا أكّد الرئيس الروسي في تمنياته بمناسبة رأس السنة أنّ " الحق الأخلاقي والتاريخي إلى جانب " روسيا .  وصوّرت وسائل اعلام رسمية المعارك في أوكرانيا بأنها "حرب مقدّسة" ضدّ الغرب الذي تعتبره موسكو منحطّاً . كذلك أكّد الرئيس السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف أنّ "الهدف المقدس" للهجوم هو "إيقاف سيد الجحيم  ".وقال : "نحن نحارب أولئك الذين يكرهوننا ويمنعون نشر لغتنا وقيمنا وحتّى إيماننا "، معتبراً أنّ أعداء روسيا هم "النازيون" الأوكرانيون و"كلاب" الغرب . وخلال السنوات العشر الأخيرة ظهر العديد من كبار القساوسة الأرثوذكس الروس في مشاهد متعددة وهم يُباركون الأسلحة الحربية والطائرات المقاتلة الجديدة منها أو المنطلقة للقتال في جبهات مُختلفة من العالم .. وهذا الأمر يتصاعد وتتقارب الرؤى والقناعات وتلتحم الأفكار عند القادة الدينيين أو السياسيين من الملوك والأمراء أو العسكريين حتى تصبح قوتين رئيسيتين تُجبَران على الجلوس على طاولة المفاوضات لتقاسم النفوذ أو الصدام المُسلح .. 

 

والحكيم من يحسبها بالشكل الصحيح ويعرف كيف ينجو من هذه اللعبة ..

 

والمملكة العربية السعودية تعتقد إنها من خلال الإتفاق مع جمهورية الموت تحت رعاية الصين الذي يُشبه بإعتقادي اتفاقية الجزائر التي جرت بين العراق والشاه عام 1975 .. والتي رأينا نتائجها وما آلت اليه الأحداث بعدها وما وصل اليه ألحال وسلوك الأفعى الصفوية قبل وبعد 2003 حتى اليوم .. والكل يعلم كيف كان دور عمائم الشياطين في تغلغل الفكر الإجرامي الدموي وتأثيره في جسد الأمة وكيف انتشرت تلك السموم الفتاكة التي زعزعت أمنها وأمانها وشوهت صورتها الناصعة البياض .. هذا الأمر يشبه الى حد كبير من يطلب من إبليس أن يسجد لآدم . وحتى ان فعل سأصدق ولن أصدق ان النظام الصفوي سيلتزم بهذا الإتفاق بعد ان يتنفس الصعداء ويتخلص من خصومه ويشعر بالأمان ..

 

ان سلطنة عمان هي التي كانت ترعى الإتفاقات بين أمريكا والنظام الايراني وساهمت وجاهدت كثيرا من أجل انقاذه بخلاف ما فعلوا مع العراق .. وكذلك حاولوا التقريب في وجهات النظر بينهم وبين العربية السعودية منذ العام 2021 . 

 

لكن من الذي يضمن مصداقية هذا النظام ؟

 

ولهذا كان لابد ان يتم ذلك بضمانة ورعاية صينية لأنها الدولة القوية الوحيدة التي يمكنها التحكم بعمائم الشياطين والسيطرة عليهم في الوقت الحاضر .. وهذا الأمر بدأ منذ زيارة الرئيس الصيني الى السعودية في ( 07 . 12 . 2022 ) .. استغلت حكومة المملكة الوضع الدولي المتأزم والتوتر الحاصل بين القوى العظمى إثر الحرب الروسية الأوكرانية ودفعت الى تعزيز موقفها ومحاولة ضمان أمنها واستقرارها وابعاد نفسها ومن في معيتها عن الأحداث الجارية أو التي ستجري من جراء الضربات المتوقعة على المواقع المهمة والحساسة للنظام الإيراني لاحقا بعد التصعيد الأخير فيما يخص الملف النووي .. وفي ذات الوقت عرَّضت بايدن وحكومته الى موقف محرج سيؤجج الرأي العام في الولايات المتحدة عليه لأنه خسر حليفا مهما في المنطقة .. 

 

اما الخاسر الحقيقي والوحيد الحالي فهي الشعوب التي صار حلمها رغيف الخبز والمرأة التي تنتظر زوجها أو ولدها المخطوف وهي لاتدري انه يقبع تحت التراب منذ ان غرست ميليشيا الشر مخالبها في جسده والمُهجر والمُهاجر والمُعتقل واليتيم الذي سيواجه معارك الحياة دون حماية أبوية صادقة تدعم خطاه حتى بلوغه قمة النجاح التي يحلم بها الإنسان الطبيعي الذي خلقه الله بعيدا عن جحيم الريح الصفراء التي تحرق كل نبتة خير تنمو في بلاد وادي الرافدين .. والى قادة المملكة العربية السعودية وحكمائها أقول :

 

 لاتنسوا الحديث الذي ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  ( لا يُلْدَغُ المؤمنُ من جُحْرٍ واحد مرتين ) فهذا النظام أحد أهم اركان دينه الكذب والله من وراء القصد وهو يهدي سواء السبيل .. 

 

 



تعليقات

أحدث أقدم