الربيع الضاحك

مشاهدات




هناء الالوسي 


ذات يوم دعوتني لزيارة قلبك
بعد أن أطلت الشمس من خلف الافق
والقت بضياءها على الارض
فزادتها حزنا وكمدا
ولا أدري لِمَ  لَمْ  تطأ خيوطها الذهبية أرضي
وخيّم على حياتي شبح اسود
حزن يلوح في الافق ويحبو على آلامه
ويعزف على أوتار الضجر والسأمة
كأنه تجرع كأس العيش بمرارة
ويصطنع الأنين عزفا
في سجون الحياة اقفاصا من الألم
تشكو لبطش الحياة أسرها
وفي الوريد زقزقة العصافير
ان حان المساء هام بنقد الحب
وطعن الزمان في ساعة فراغ
حرق الاشجار والرياحين والازهار
كأنه يحمل وجه الكبير وعقل الصغير
أودعت في مخيلتي
الربيع الضاحك الى الخريف العابس
كسعادة بائس الى أمد
أي دعوة تلك التي قادتني الى عالم
أرى فيه عابس بوجه ضاحك
تحامل الليل على ساعاتي
وانا اتمعن خرابات الدار
زادها الزمان نحيبا فوق نحيب
فضاعت بين الليل ودجاه
اشجار الزيتون وضحكات العيون
فلم نرى سوى مدفنا إثر مدفن
فقد أعياني طول التأمل والاحلام
لكن حملت بنعش زهور مكلل
بعويل القلب والروح
كميِّت يطلب في الفردوس فسحة
فتوارى الضريح المفخم
انا الوطن ..أنا الفقير العابد
انا الناسك ...أنا الجريح
قد كانت دعوتك شقاء
ووجودي عناء ..وحديثي هراء
فما عشت بعدك ...الا جسدا بلا روح 




تعليقات

أحدث أقدم