الصحوة النسوية 

مشاهدات


 

سحر آل النصراوي 


كانت المرأة في العالم ككل ولعهود خلت الضحية رقم واحد لشتى أشكال وأنواع التعصب والتطرف .. التطرف الديني التطرف الطائفي العصبية القبلية الفكر الذكوري السام الميز العنصري ..والقائمة تطول .. أيا كان شكل هذا الأذى وحجمه فقد كانت تتعرض له كاملا وبشتى تفاصيله .. أنا اليوم لست بصدد تعداد كم وحجم المعاناة التي مرت بها المرأة وعبر عصور بقدر ما أنا خائفة من الشكل الذي ستؤول إليه المجتمعات بعد أن يقرر هذا الكائن الضعيف الانتقام .. أجل الانتقام الذي بات هاجسا مرضيا وموجة انخرطت فيها النساء من شتى أنحاء الأرض حين كسر حاجز الخوف . الانتقام الذي رأيته وأراه واضحا وجليا مغلفا بشعارات وقد تحميه قوانين وتهتف به منظمات وجمعيات . 

 

بات هاجس النساء اليوم وفي شتى أنحاء الأرض كسر شوكة السطوة الذكورية المبنية على قوانين مستلهمة من قانون الغاب السيادة للأقوى .. لم تعد المرأة اليوم ترى في وجود الرجل في حياتها سببا للسعادة فقد انجلى ضباب كل حيل الحب والرومنسية والابتزاز العاطفي المبطن وأصبحت ترى بجلاء كيف يمكن أن يحول دخوله إلى حياتها الهادئة المريحة إلى أعاصير من الأزمات النفسية الجسدية التعب القلق والمسؤوليات التي لا تنتهي .. هل تعلمون ماذا يحدث حين تهب رياح الخوف من المسؤولية بقلوب النساء.. سيجزعن وسيحجمن . أنا اليوم ولإن فتحت الحديث في هذا الموضوع فليس رغبة مني بمهاجمة الرجال ولا بهدف مناصرة النساء لقد فتحت الحديث في هذا الموضوع لأنني وبدوري خائفة خائفة من أن هذه الهوة ولإن ظلت تتسع بين الرجل والمرأة فهي إيذان بخراب المجتمعات بشكل لا ينفع معه إصلاح ونذير للفناء . نحن وحين نقول امرأة فنحن نتحدث عن النصف الذي كان يشكل عنصر التوازن في هذه الحياة فالمرأة عادة  أشد رغبة من الرجل في الاستقرار في البناء في تكوين عائلة .. فإذا صار هذا المخلوق الضعيف الذي يحمل في خارطته الجينية إرثا من الاضطهاد والقهر والتصغير كبيرا بما يكفي لأن يعبر عن رفضه ويحمي قراره ويتحمل مسؤوليته فهو غالبا سيمارس حقه في التنصل من المسؤولية ولعب لعبة الفرار التي ظل الرجال دهرا يلعبونها .

 

بيد أن النساء وبعد الانخراط في الرفض الذي كان في البداية مبنيا على الانتقام اكتشفن لاحقا أنهن في وضع قد يكون أفضل وأن أسباب السعادة لم تعد تتعلق بإيجاد فارس الأحلام ولا الإنجاب ولا العيش ك " خادمات" فعملها يمكن أن يجلب لها السعادة وساعات النوم الاضافية يمكن أن تجلب لها السعادة والخروج في مشاوير مع الصديقات يمكن أن يجلب لها السعادة . فقد الحب جاذبيته ولم  يعد كاف فقد اكتشفت أنها الطرف المانح والأكبر عبئا مهما كان حجم هذا الحب . أرى أنه و لكي تستمر الحياة ولا ينقرض الجنس البشري وخصوصا والعالم كله يحتفي بالمثلية الجنسية اليوم أيما احتفاء فإنه يقع على عاتق الرجل والمرأة على حد سواء القيام بسلسلة من المراجعات لمفهوم الارتباط بشتى أنواعه طرح أسئلة كثيرة لتحديد ماهية احتياجاتنا الحقيقية ورغباتنا وطرح السؤال الأهم لماذا ؟؟ العلاقة بين المرأة والرجل لا تقتصر على المصلحة لا تقتصر على الجنس لا تقتصر على الانجاب لا تقتصر على تلبية الاحتياجات والرغبات .. هذه العلاقة فقدت قدسيتها وقدسية مقصدها لهذا فلعلنا اليوم في حاجة لإيجاد أسباب ومقاصد جديدة أو ربما حتى صيغ جديدة لتحقيق استمرارها بشكل يحفظ حق وكرامة الطرفين .

 


 


تعليقات

أحدث أقدم