حكايات من بصرة التأريخ والطيبة والكرم

مشاهدات


 

محمد عبد المحسن الخفاجي


أحيا موقف جماهير البصرة نحو الأشقاء الخليجيين خلال بطولة كأس الخليج الحديث مرة أخرى عن مشاعر المحبة العميقة لهذه المدينة وأهلها وحكايات كثيرة عن كرم البصريين وأذرعهم المفتوحة لكل ضيف فعادت بي الذاكرة إلى مثل هذا الشهر من العام 2000 حين حل موعد الإجتماع الشهري لمجلس العدل الذي كان يختص بتنظيم شؤون القضاء والدوائر العدلية وينعقد برئاسة وزير العدل ويضم في عضويته رئيس محكمة التمييز ورئيس الإدعاء العام ورئيس مجلس شورى الدولة ورؤساء الأجهزة القضائية والعدلية  فتقرر أن يخرج المجلس عن عادته في الإنعقاد ببغداد لينعقد في مقر إحدى رئاسات محاكم الإستئناف واختيرت محكمة استئناف البصرة مكاناً للاجتماع .

 

وفي صباح  اليوم المحدد انطلقنا نحو البصرة بباص سياحي تتقدمنا سيارة الوزير الأستاذ شبيب المالكي وكان الإرتياح بادياً على الجميع بسبب الإبتعاد عن الجو الرتيب للعمل اليومي . كان منهاج الرحلة يتضمن زيارة محكمة جنايات ميسان ثم الاستراحة والغداء في قضاء القرنة عند ملتقى النهرين وهناك عند الوصول إلى القرنة وتوقف الباص فوجئنا بأبناء قبيلة بني مالك يستقبلوننا بأهازيج الترحيب الجنوبية مهيّئين سرادقاً كبيراً دعوا إليه المحافظ والمسؤولين في المحافظة وبعد الغداء واصلنا السير نحو البصرة وهناك في الفندق كان رئيس محكمة الاستئناف القاضي المرحوم محمد خلف وقضاة مركز المحافظة في استقبالنا وفي المساء كانت لنا جولة في المدينة أعقبتها دعوة عشاء عامرة غمرنا فيها الكرم البصري في جو مليء بالمسرة وسط الزملاء قضاة المدينة الفيحاء . وفي صباح اليوم التالي عند الاجتماع كانت أمام كل منا على طاولة الإجتماع هدية تذكارية . 

 

وعند الظهر بعد الاجتماع تنافس القضاة البصريون مع محافظ المدينة على دعوتنا واضطروا إلى مجاملة المحافظ ومنحه فرصة الضيافة وعدنا ونحن نمتلئ امتناناً وتقديراً لكرمهم الذي لا يوصف وحفاوتهم التي لا تُنسى . ها قد مضت ثلاثة وعشرون عاماً على رحلة العمل تلك لكن أنفاس البصريين الطيبة خلالها ما زالت تعطّر ذاكرتي والزملاء الأعزاء الذين أترحم على من غادر الحياة منهم وأدعو للأحياء منهم بالعافية والسعادة .

 

 


تعليقات

أحدث أقدم