الإستبدال

مشاهدات
 
 


محمود الجاف
 
كانت الأسرة المكونة من خمسة أفراد أو أكثر تتجمع حول تلفاز واحد . أزعج ذلك الشركات .. إذ أن تفرقهم يعني شراء أجهزة جديدة .. كذلك في السيارات والطعام وكل شيء مُشترك .. في 29 أكتوبر عام 1929 وبعد إنهيار سوق الأسهم الأمريكية المُسمى بالثلاثاء الأسود صار التركيز على صناعة الأطعمة لأن الناس تركوا شراء البضائع وتوقفت المعامل .. وكانوا كل يوم يجهزون وجبات الطعام . لماذا ؟ .. 
 
كان الجواب : لانها تفسد .. 
 
ومن هنا بدؤوا .. اذاً لابد ان تفسد المصنوعات ليتم إستبدالها ولهذا قال برنارد لندن : ( أفسدوها لتصلحوهم ) أفسدوها ليشتروا غيرها وبما أن أسعار الصيانة مقاربة للجديد . خذ واحدة جديدة أفضل .. إنها ثقافة الإستبدال . المرأة . الرجل . الأولاد . الصديق . الأخ . الهاتف . السيارة . بل حتى الأوطان . كل شيء .. استعمال وإستبدال سريع . لهذا ترون سيدة تهتم ببنت صديقتها أو جارتها أو أقاربها وتهمل بناتها . أو أولادها . أو زوجا يهتم بأخريات وينسى شريكة حياته أو هي تهتم بآخرين وتنساه . والأخ يهتم بصديقه أكثر من أخوه والأخت مع أخواتها .. إنها ثقافة الإستبدال المخيفة التي حولتنا إلى أجساد تحمل مشاعر مضطربة .. ولاتملك بوصلة توجه وتسيطر على أولويات إهتماماتها .. إصحوا قبل فوات الأوان . وعودوا الى حياتكم فورا لأنهم سيستبدلونكم بآخرين ولن يتوقفوا حتى بعد أن تلبسوا الأكفان لأن هناك من يقف في الطابور وينتظر الفرصة بفارغ الصبر .. 
 
حتى في طريق الموت هناك زحام كبير .. 
 
 
 
 


 

تعليقات

أحدث أقدم