السماء تمطر رمالا ... من صحراء العرب في سويسرا وفرنسا

مشاهدات



ضرغام الدباغ 

 

استوقفني عام 2003 عنوان مثير تصدر غلاف مجلة شتيرن الألمانية (Stern) دفعني لشراء المجلة وقراءة المقال / البحث الذي كان يدور عن ملايين من أطنان الرمال تحملها الرياح عبر البحر الأبيض المتوسط لتنثرها فوق أوربا . ملايين الأطنان ...! يبدو الرقم مبالغ  به أو أن ثمة خطأ ما هنا أو هناك ... ويستطرد المقال / البحث أن ما بين الرمال هناك أصناف من الحشرات لا تعرفها أوربا وبذور نباتات وأشجار لا توجد في أوربا ويحتمل ألا تنمو في تربة وطقس أوربا ولكن من المحتمل أن بعض منها تصمد وتنمو .... والظاهر أن حجم الرمال يتزايد ودرجات الحرارة بين القارات تتقارب وتزيد من احتمال تعايش الحشرات ونمو الأعشاب والنباتات الأفريقية في أوربا . 

 

المعطيات العلمية موجودة وتشير إلى ذلك ...

ـ "عاصفة شبت كعمود عملاق من الغبار قرب المغرب غطت برمالها طبقات الثلوج حتى في جبال الألب ".

لندن- العربية. نت ووكالات / نشر في : 07 فبراير 2021: 07:13 منذ أمس والسماء ليست زرقاء كالمعتاد فوق بعض السويسريين والفرنسيين بل متشحة بلون برتقالي مائل لاصفرار كئيب نتج عن ضباب حملته رياح ساخنة وجافة مصحوبة بأمطار من الرمال هبّت من شمال أفريقيا حيث "الصحراء الكبرى" ممتدة من مصر وليبيا الى المغرب وموريتانيا فغيّر الاصفرار لون السماء في مناطق عدة بجبال الألب والجنوب الشرقي الفرنسي كما والغرب السويسري وقد تتحرك جزيئاته اليوم الأحد لتشمل كل سويسرا وأقسام من ايطاليا وألمانيا والنمسا، حتى وجمهورية التشيك في الوسط الأوروبي . أوضحت السلطات الفرنسية أن رياحا قوية أقبلت من الجنوب حاملة من "الصحراء الكبرى" رمالا تسببت بانتشار لون غير عادي في السماء فتداول فرنسيون وسويسريون صورا عبر مواقع التواصل الاجتماعي لما ترك آثارا بالأجواء والمركبات والمباني وهو ما نرى شيئا منه في الفيديو المعروض أدناه عن الحال كما كانت السبت في فرنسا . الظاهرة مناخية من توابع الاحتباس الحراري وشرحها خبراء مصالح الأرصاد الجوية عبر منصات لهم في مواقع التواصل بينها ما طالعته "العربية.نت" في موقع MeteoSwiss  السويسري بأنها نتجت عن نظام ضغط مخفوض شمل شبه الجزيرة الأيبيرية وحمل تدفقات قوية من الرمال إلى فرنسا وسويسرا فتلون الغلاف الجوي المشترك ببرتقالي مائل الى الأصفر . أما الرمال التي هطلت أثناء عاصفة رملية "فوجدوا منها ما غطى حتى طبقات الثلوج السميكة في جبال الألب" وفقا لما بثت بعض وكالات الأنباء . وأصل العاصفة الرملية هو منخفض نشأ قبالة المغرب ورفع اجتياحات وتدفقات من الغبار حملتها الرياح ومضت بها الى القارة الأوروبية بحسب ما أوضح  Frédéric Nathan  خبير الأرصاد الجوية في فرنسا في شرح ذكر فيه أن "ارتفاع جزيئات الرمل من الصحراء ظاهرة تحدث بانتظام إلى حد ما بشرط وجود نظام رياح جنوبية مستدامة إلى حد ما خاصة في الخريف أو الشتاء" وفق تعبيره . ما قاله الخبير الفرنسي أعاد الى الذاكرة ما حدث حين وصلت في نوفمبر 2017 موجة مهمة من هذا الاضطراب الاحتباسي الى منطقة Brittany في الشمال الغربي الفرنسي بعد أن حلقت فوق البرتغال التي كانت تكافح حرائق الغابات ذلك الوقت مما جعل الرياح الخريفية تحمل الرماد اضافة إلى الرمال اصفرار الأجواء كان واضحا السبت في منتجع أنزير الثلجي بكانتون فاليه في الجنوب الغربي السويسري  أما خدمة الطقس التابعة للإذاعة الوطنية السويسرية فنقلت عن خبراء أن جسيمات الغبار والرمال نشأت في مناطق بالشمال الغربي الأفريقي بينها الجزائر ومالي وموريتانيا وقالت إن أحوال الطقس والرياح في تلك الدول "دفعت الرمال إلى ارتفاع يتراوح بين 2 الى 5 كيلومترات في السماء قبل أن تتجه نحو أوروبا عبر رياح جنوبية" وكانت النتيجة سماء ضبابية برتقالية صفراء في أجزاء مختلفة من سويسرا وفي معظم أنحاء الجنوب والشرق الفرنسيين .

 

وفي إسبانيا نقلت وسائل إعلام محلية عن خبراء أيضا أن "عمود الغبار الصحراوي الذي زرع هذا السبت جوا أصفر (بسويسرا وفرنسا فقط) سينتقل إلى الشرق حيث يخف تدريجيا" وشرحت أن الرطوبة تتجمع حول الغبار حين ينتقل إلى الارتفاعات فتصبح جزيئاته قطرات ماء أو بلورات جليدية ينقلها السحاب الى حيث يسقط الغبار على الأرض مع المطر. وتمثل أمطار هذه الظاهرة المعروفة باسم "أمطار الطين والدم" في إسبانيا "أحد الأدلة على تغير المناخ لأنه يفترض وجودا متكررا بشكل متزايد للتدفقات الغبارية والرملية من الشمال الأفريقي نحو الجنوب الأوروبي وحوض البحر الأبيض المتوسط " على حد ما نقلت الوكالات عن عالم الأرصاد الإسباني خورخي أولسينا . لكن الغريب هذه المرة أن ظاهرة انقلاب لون السماء من أزرق إلى أصفر بفعل الغبار والاجتياحات الرملية التي تهب مع الرياح من الصحراء الكبرى"تحدث في بداية الربيع اجمالا وفي أبريل كحد أقصى" لا في هذا الوقت من فبراير وهو لغز يعمل العلماء على التعرف الى سرّه . - Rund 500 Millionen Tonnen Staub werden jedes Jahr in der Sahara produziert .Wikipedia ـ حوالي 500 مليون طن من الغبار  تصدرها الصحارى سنوياً . موسوعة الويكبيديا . أكد بيير باربي الخبير الفرنسي في الحماية من الإشعاعات النووية بجامعة "كان" الفرنسية  أن الرياح التي هبت مؤخرا على فرنسا قادمة من شمال إفريقيا حملت معها رمالا مشعة نوويا وأن هذه الرمال هي رمال من الصحراء الجزائرية الملوثة بالإشعاعات النووية منذ بداية ستينيات القرن الماضي بسبب التجارب الـ 17 التي أجرتها فرنسا خلال احتلالها الجزائر لصنع قنبلتها النووية . وتوصل الخبير الفرنسي إلى هذه النتائج بعد تحليله كمية من الغبار الأصفر بمنطقة "شابيل دي بوا" في مرتفعات جبال "جورا" في بداية شهر فبراير .

قال تعالى : ( اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّء ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيّء إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ)

تعليقات

أحدث أقدم