د. نزار محمود
ليس هناك في البشرية من لا يكذب أبداً إلا في حالات الندرة والاستثناء . نحن المسلمين نؤمن بأن محمداً لم يكذب قط في حياته حتى أننا نستشهد بقول من لم يكن مؤمناً بعد بنبوته ورسالته من بني قريش وغيرهم وكيف انهم كانوا يكنونه بالصادق الأمين . وهكذا يمكن أن يكذب العربي والفرنسي والفارسي وغيرهم من بني البشر. كما ان الكذب ليس صفة حديثة بل تمتد الى غابر تاريخ الانسان منذ بدأ يفكر ويسعى الى " مصلحته" في ما يقول ويدعي على الرغم من المواعظ والحكم والقوانين التي تحث على الصدق وتحذر من الكذب بل تعاقب عليه أحياناً . ولما كان الكذب ظاهرة لا يمكن تجاهلها فلنحاول أن نقف على أسبابها ودوافعها ونتتبع تداعياتها .
في أسباب ودوافع الكذب :
- دوافع مزاح ونكتة وطرائف .
- التخلص من ذنب أو جريمة مقترفة .
- السعي الى النجاة خوفاً من عقاب أو موقف آني محرج .
- العمل على تحقيق أهداف سياسية مثلاً أو أمنية أو اقتصادية أو اجتماعية .
- الرغبة في الحصول على مصلحة مادية أو غير مادية ضرورية أو غير ضرورية .
- الرغبة في الظهور بمظهر الخبير العارف بكل شيء وربما بدافع حب الظهور الاجتماعي وتأكيد الذات .
ظروف وتداعيات الكذب ... للكذب بالطبع تداعياته التي تتوقف على :
- نسبة انتشاره .
- مجتمع الكذب وبيئته .
- نوعه وما يترتب عليه .
- ظروف الكذب وحيثياته .
- صاحبه ودرجة قوته ومكانته .
- موقف القوانين والاعراف الاجتماعية والادبية منه .
أما تداعيات الكذب فهي تمتد من الخفيفة في آثارها الى الثقيلة والثقيلة جداً في نتائجها وحجم ما تسببه من أضرار وأذية يذهب ضحيتها افراد أو ربما حتى شعوب كثيرة . وليست كذبة أسلحة الدمار الشامل للعراق وما جرته من ويلات بالبعيدة عن ذاكرة القارىء !
الكذب عند الفقراء والأغنياء :
بالاشارة الى ما ذهبنا اليه من أسباب ودوافع الكذب عند البشر عموماً نستطيع أن نتلمس خصوصيات الكذب عند الفقراء منهم عن ما هو عليه الحال عند الاغنياء. فالفقير غالباً ما يكذب بسبب ضعفه وقلة حيلته في حاجة أو منفعة مادية أو معنوية في حين يختلف الأمر عند الغني الذي غالباً ما يكون قوياً وليس في حاجة مادية أو حتى معنوية وانما يدفعه الى الكذب طموحه وجشعه الى مزيد من الجاه والثروة والهيمنة.
إرسال تعليق