حس قومي أم ماذا...

مشاهدات


تبر عرباوي


رأينا مؤخرا تفاعلا كبيرا من المشجعين الموجودين على عين المكان ومن الشعب العربي على امتداد اقطاره مع الفرق العربية المشاركة في كأس العالم لكرة القدم وتعالت الاصوات وسالت الاقلام تمجد ما اسموه حسا قوميا ووحدة قلوب امة ووقوفها مع بعضها فهل كان ذلك حقا حسا قوميا وانتماء لامة ؟

 

شخصيا أرى الأمر شيئا آخر .

اراه تجليا صارخا لامراض هذه الامة فقد إعتاد العربي ومنذ قرون ان يستبطن ما فعله الاخرون وان يتكلم بضمير الجمع عما انجزه الاسلاف منذ قرون خلت أو حتى منذ الاف السنين فيقول اكتشفنا الكتابة والزراعة فتحنا الاندلس اكتشفنا الجبر وعلم الاجتماع ووو  ويرضيه ذلك بل وينفخ صدره واوداجه وهو يعدده دون أن يسال نفسه ماذا فعل هو وهل هو استمرار لاولئك الذين عددهم أم هو مجرد قرادة تتباهى بحمل الاثقال مع الجمل. وهل الحي اليومي والانتماء للامة يقتصر فقط على الانتصارات ؟ وماذا عن الهزائم والدماء المسفوحة والأرض المحتلة والاعراض المنتهكة والارزاق المنهوبة ؟ هل نرى تفاعلا معها ؟ هل يخرج الشعب العربي من المحيط الى الخارج لنصرتها ؟ والجواب المؤكد والواقع المرير هو لا طبعاً . ومن ناحية أخرى هل يرفض الحكام العرب التفاعل مع كرة القدم ؟ طبعاً لا بل ويشجعون الانتماء لكرة الهواء أما خارطة الأرض ودماء سكانها فلا سبيل لقبولهم بالتفاعل معها .

 

خلاصة القول كرة القدم وما شابهها انجاز غربي راسمالي لخلق انتماء وهمي والهاء عن المشاكل والمعضلات الحقيقية والقول ان العرب وقفوا مع بعضهم مثير للسخرية والحزن معا ونحن نرى اثرياء العرب يهينون فقراءهم وحكامهم يبيعون ارضهم وحاضرهم ومستقبلهم والشعب العربي مغيب طبعت في عقله خرائط سايكس بيكو وفتنة ابن سبا وفي يده خناجر الصباح . ومن اجل ذلك أطلب من مثقفين العرب وخصوصا من يدعون الانتظار للامة وحمل همومها ان يتركوا ساحة كرة القدم لاهلها والمستفيدين منها ويبحثوا عن ساحات الوحدة الحقيقية وليتذكروا ماذا يحصل عندما يتقابل فريقا كرة قدم عربيين وما يثار من نعرات وعنف .

تعليقات

أحدث أقدم