لك المشهد اليوم

مشاهدات


 

رياض إبراهيم عبيد 


وَطارَ ذِكْرُكَ إيْذاناً، وَإنْذارا

يُسَدِّدُ الرَّمْيَ نِيْراناً، وَأذْكارا

 

وَطافَ طَيْفُكَ بِالأحْلامِ يُوْقِظُها

كَيْ يَسْتَعِيْنَ عَلى البُشْرى، وَيَخْتارا


يُصَوِّرُ الحَقَّ، يَسْتَوْحي حَقِيْقَتَهَ

طَوْراً يَراهُ، وَيَسْتَهْديْهِ أطْوارا


فَذِكْرُكَ الطّائِفُ المَشْبّوْبُ مَنْزِلَةً

أحْبِبْ بِهِ مُنْقِذاً إنْ رَاقَ أوثارا


في كُلِّ ذاكِرَةٍ زَرْعٌ وَحاصِدَةٌ

فَكُنْتَ مُقْتَرِفاً بِالوَرْدِ أزْرارا


هَدِيْرُ مَوْقِعَةٍ كُبْرى، تُجَسِّدُهُ

جَحافِلُ اسْتَوْلَدَتْ بِالعَصْفِ إعْصارا


تَنَكَّبَتْ، وَخُيُوُطُ الشَّمْسِ تَلْأمُها

مَتى اسْتَهَلَّتْ جِراحاتٍ وَأشْفارا


سِلاحُهُمْ في نَوادِيْهِمْ عَقِيْدَتُهُمْ

وَأنْتَ وُجْهَتُهُمْ، يا فَوْزَ مَنْ سارا


أما رَسَمْتَ لَهُمْ، في كُلِّ ناصِيَةٍ

طَرِيْقَ جُلْجُلَةٍ تَنْداحُ تَكْرارا..؟ 


إلى مِثالِكَ يَرْتادُ الأُلى قَصَدُوا

مَعارِجَ المَجْدِ، فَاسْتَوْصُوْكَ مِقْدارا


حَتّى غَدَوْتَ مِثالاً لِلْرُّجُوْلَةِ 

كُنْتَهُ مَزاراً عَظِيْمَ القَدْرِ هَدّارا


وَكُنْتَ في مَنْطِقِ الأحْداثِ شاعِرَها

عَلى جَبِيْنِ القَرِيْظِ اسْتَوْدَعَ الدَّارا


فَقَلَّدُوْكَ وِشاحَ الطُّهْرِ مَكْرُمَةً

وهاهُمُ طَوَّفُوْا في الدّارِ أطْهارا


طافُوْا بِكَعْبَتِهِمْ وَالكُلُّ مُعْتَمِرٌ

وَأدْرَكُوْهُ فَدارُوا مِثْلَما دار


لِمِثْلِهِمْ يُجِيْبُ النَّصْرُ دَعْوَتَهُمْ

إذا دَعَوْهُ، وَيَسْتَوْصِيْهِمُ الغارا


وَتُوْدِعُ الأُمَمُ التّارِيْخَ في قَلَمٍ

يُذَخِّرُ الدَّمَ حِبْراً، وَالخُطى نارا


بَلى، أسَرَّ وقَدْ أوْحى بِخالِصَةٍ

مِنَ السُّطُوْرِ، فَكانَ الوَعْدُ إخْبارا


حَجَزْتَ في فَهْرَسِ التّارِيْخِ صَفْحَتَهُ

عَنِ الفَوارِسِ، فَاسْتَكْتَبْتَ أسْفارا


وَكانَ عَصْرُكَ مُوْسِيْقى نُجَنُّ بِها

عَلى الدَّوامِ، وَكانَ الحُلْمَ أوْتارا


كَأنَّكَ الصّادِحُ المَوْجُوْعُ عَنْ وَطَنٍ

وَأنَّكَ الجُرْحُ وَالجَرّاحُ قَدْ جارى


صَدّامُ بُشْرى، قَبْضْتَ المَوْتَ فَانْبَلَجَتْ

مَواسِمُ البَعْثِ أفْواجاً، وَأقْمارا..؟


حِيْنَ اجْتَرَأْتَ عَلَيْهِ، انْفَضَّ عَنْ حُرَقٍ

كَتَمْتَها فَاقْتَرَفْتَ المَوْتَ إبْهارا..؟


وَقَدْ صَمَدْتَ فَأكْسَبْتَ القِتالَ مَدى

ما يَسْتَقِلُّ المَدى بَوْحاً وَإسْرارا


أما اشْرَأبَّ الصّباحُ المُسْتَكِيْنُ غَداً

عَلى المَرايا وَألْفى فِيْهِ أحْرارا..!؟


لِتَسْتَرِدَّ الصُّفًوْفَ العاثِراتِ، فَرُدْ

تَعْرِفْ عَدُوَّكَ، إذْ أنْتَ الَّذي اخْتارا


وَالْزَمْ أخاكَ، وَكَنْ كَالنُّقْطِةِ امْتَلَأتْ

بَحْراً، وَدَعْ عَنْكَ سُمْسارا وَغَدّارا...


ما كُنْتَ تَدْري، أأوْقَفْتَ الزَّمانَ بِنا

لِكَيْ تُرَوِّضَنا بِالعِشْقِ إصْرارا..؟


أمْ أنَّكَ اجْتَزْتَ ما نَخْشى، وَنَحْسَبُهُ

مَصارِعَ القَوْمِ، فَاسْتَحْدَثْتَ أعْمارا..؟


بَلى، لَكَ المَشْهَدُ اليَوْمَ الَّذي انْبَهَرَتْ

لَهُ النُّفُوْسُ وَألْقَتْ فِيْهِ أعذارا


وَطارَ ذِكْرُكَ، يا صَدّامُ، مُرْتَحِلاً

بِنا، وَطَيَّرَنا عِشْقاً كَما طارا..!



تعليقات

أحدث أقدم