هل يكون ديسانتيس حصان الجمهوريين الأسود

مشاهدات



ماريا معلوف

متخصصة بالسياسات الأميركية وشؤون الشرق الأوسط
 

 

بالتزامن مع الانتخابات النصفية الأمريكية احتفل ديسانتيس الذي يبلغ من العمر 44 عاماً أخيراً بانتخابه حاكما لفلوريدا لولاية ثانية وهو سياسي في الحزب الجمهوري وعضو سابق في مجلس النواب الأمريكي وبحصول ديسانتيس على نسبة كبيرة من الأصوات سطع نجمه في الحزب الجمهوري كمنافس قويّ للرئيس السابق دونالد ترامب للفوز ببطاقة الترشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 . وقد اكتسب "رون ديسانتيس" شعبية متزايدة بفضل سياساته في فترة وباء كورونا حيث رفض قرارات الإغلاق وعارض ارتداء الكمامات والتطعيم ضد الفيروس باسم الحرية فضلا عن تحقيقه نجاحات اقتصادية . يعد رون دي سانتيس يمينيا محافظا على غرار ترامب وساسة جمهوريين آخرين وتصفه مواقع أميركية بأنه كاثوليكي وبنى صورة لنفسه باعتباره مقاتلا ضد الأجندة الليبرالية التي يمثلها الحزب الديمقراطي . وقد فاز رون ديسانتيس أول مرة بعضوية مجلس النواب الأمريكي خلال عام 2012 وأعيد انتخابه في عامي 2014 و2016 . وقد درس رون ديسانتيس التاريخ وبعد ذلك درس في كلية القانون في هارفارد ونال منها شهادة عام 2005 وكان ديسانتيس خدم في البحرية الأميركية بين عامي 2004 و2010 وأرسل إلى العراق عام 2007 وبقي عاما هناك عمل خلاله مستشارا لقيادة قوات البحرية في محافظة الأنبار غرب العراق وبعد عودته إلى الولايات المتحدة عام 2008 عينته وزارة العدل الأميركية مدعيا فدراليا في مكتب الادعاء العام بالمنطقة الوسطى في فلوريدا . 

 

ومع مطلع عام 2019 بات رون ديسانتيس الحاكم 46 لولاية فلوريدا بعد فوزه بفارق طفيف. وحظي حينها ترشيحه للمنصب بدعم من الرئيس دونالد ترامب آنذاك وكان أول حاكم جمهوري منذ عام 2002 يفوز بمنصب حاكم فلوريدا التي تعد الولاية الأكثر سكانا في الولايات المتحدة. إنّ الشركات التابعة لإمبراطور الإعلام الأميركي روبرت مردوخ بدأت بالانحراف بعيداً عن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لمصلحة حاكم فلوريدا رون دي سانتيس. ومع بدء شركات الإعلام التابعة لمردوخ بالانحراف بعيداً عن ترامب باتجاه ديسانتيس بعد فوزه وإعادة انتخابه حاكماً للولاية وتسليط الضوء على مساره السياسي وإنجازاته سطع نجم ديسانتيس بشكل متواتر ولافت كسياسي ومنافس قوي لترامب في الاستئثار بترشيح الحزب الجمهوري الأمريكي للانتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2024 الأمر الذي يجعل الطريق ممهدا لديسانتيس باتجاه البيت الأبيض في ظل تراجع ملحوظ لشعبية بايدن وإدارته لأسباب عديدة. وقد يكون ديسانتيس بمثابة الحصان الجمهوري الأسود خلال السباق الانتخابي القادم إلى البيت الأبيض لأن في جعبته الكثير من النجاحات وعلى صعد مختلفة خلال فترة حكمه لولاية فلوريدا. وإذا وصل ديسانتيس إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، ستكون إدارته أكثر حزماً تجاه الملف النووي الإيراني حيث عارض السياسي الجمهوري الاتفاق النووي الذي أبرمته القوى الكبرى مع إيران عام 2015  ووصفه بالسيء قائلا إن من شأن هذا الاتفاق تهديد الأمن القومي الأميركي . وبعد هجمات باريس عام 2015 قال إن ما وصفه بالتطرف الإسلامي يجب أن يعتبر عدوا للولايات المتحدة . 

 

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2017 تحدث في مؤتمر لجماعة أميركية يمينية متطرفة وقال إن المسلمين المتدينين لا يمكن أن يكونوا أميركيين مخلصين . ومنذ انتخابه نائبا جمهوريا في مجلس النواب عام 2012 ترأس اللجنة الفرعية للأمن القومي وقدّم في ظل رئاسة ترامب مشروع قرار لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين "جماعة إرهابية". ويبدو أن حظوظ ديسانتيس كبيرة كمرشح محتمل عن الحزب الجمهوري الأمريكي خلال انتخابات الرئاسة بعد عامين نظراً لإعادة انتخابه بأغلبية عريضة حاكماً لولاية فلوريدا في وقت ارتفعت أسهمه في إطار الحزب الجمهوري وبات العديد من الجمهوريين ووسائل الإعلام يرون فيه مرشحا محتملا وقوياً عوضاً عن الرئيس السابق دونالد ترامب. وقد اظهرت استطلاعات للرأي بعد الفوز الكبير لديسانتيس، أن كثيرين من أنصار الحزب الجمهوري يفضلونه على ترامب. في مقابل ذلك وصفه منافسه الديمقراطي شارلي كريست في انتخابات حاكم الولايات عام 2022 بأنه "المرشح الأكثر خطورة وتطرفا". وقبل انتخابات التجديد النصفي وصف ديسانتيس ما يثار عن احتمال دخوله المنافسة على بطاقة الترشيح الجمهورية لانتخابات عام 2024 بالتكهنات المختلقة لكنه لم يستبعد علنا هذا الاحتمال، وفي حال ترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة بعد عامين سيحصد العديد من أصوات بعض الناخبين من الحزب الديموقراطي المنافس نظراً لتنديده باقتحام أنصار ترامب الكونغرس في السادس من يناير/كانون الثاني 2020  وقدم مشروع قانون يشدد العقوبات على الضالعين في العنف السياسي . 


المصدر : عربي-sky-news

تعليقات

أحدث أقدم