أيام قرطاج السينمائية !! و ضيوف السجاد الأحمر

مشاهدات

 

سحر النصراوي

 

ما آلمني وعلى مر الثلاث دورات الفائتة  أن هذا المهرجان والذي كان بمثابة وجهة إنسانية وأخلاقية لسائر شعوب إفريقيا والوطن العربي تردى وفقد من محتواه وثم من رسالته الكثير . ومازاد الطين بلة هو عروض الافتتاح والاختتام التي باتت أشبه ما يكون بسيرك من الطراز الرديء . ضيوف وضيفات السجاد الاحمر واللاتي لا يستطعن معرفة الفرق بين  لباس بائعات الهوى ولباس افتتاح مهرجان سينمائي !! 

 

العروض السينمائية المقترحة قليلة وأغلبها قديم ومنها القديم جدا . بعض أفلام المسابقة الرسمية لا ترقى أساسا لأن تكون ضمنها . والجمهور في أغلبه غير مهتم وقادته الرغبة في الحصول على شيء من الترفيه أو  تغيير بسيط للروتين اليومي . والنخبة التي حضرت المهرجان نخبة أدعياء لا يعرف أغلبهم أي دورة هي هذه الدورة ؟ ولا من أسس لهذه الفكرة وبعث فيها الروح  ؟  وما كان الهدف من تأسيسها ؟؟ أسس السينمائي الراحل الطاهر شريعة  سنة 1966 أيّام قرطاج السينمائية . وتولّى إدارة دوراتها الأولى وحدّد هويتها وملامحها العربية الافريقية . وكان يدعو فيها باستمرار إلى فكّ ما يسمّى بالهيمنة السينمائية الغربية بتأسيس صناعة سينمائية إفريقية مستقلّة متميّزة تتكلّم لغة شعوبها وتتبنّى قضاياها وتبرز مزاياها لضمان خصوصيّة هذه الشعوب ودورها في إغناء هذا القطاع الثقافي الحيّ . فأين نحن من كل ذلك و أين هم ضيوف السجاد الأحمر ومريدوهم من كل ذلك ؟؟؟ شاهدت على الأقل وفي ثلاثة برامج تلفزية نقاشات حادة تدور حول إطلالات جوارينا عفوا فناناتنا على السجاد الاحمر . لم يتطرق أي منهم للحديث عن برنامج العروض الضيوف من السينمائيين ولا تمت دعوة أي سينمائي..!!

 

يا معشر المثقفين حين تبسطون السجاد الأحمر لأيام قرطاج السينمائية فقد أفرغتموه من جوهره وخنتم الفكرة والقضية التي بعث من أجلها . المرحوم الطاهر شريعة  كان رجلا دقيقا اطلق عليه اسم أيام قرطاج السينمائية هل سهى عن كلمة مهرجان ؟؟!! لا فعل ذلك عمدا لأنه كان يكره أن يرى فكرة ثورية و نضالية نبيلة تتحول إلى سوق للنخاسة . ايام_قرطاج السينمائية كان عرسا ثقافيا حقيقيا ومناسبة ومتنفسا للنخبة الحقيقية المثقفة . كم تؤلمني رؤية ما لحق به من عار وتحوله إلى مناسبة أخرى يباع فيها ما أمكن بيعه .


*الجارية : هي المرأة التي لم تستطع بعد تثمين جوهرها ومازالت تظن أنها تساوي ما تعرضه من جسدها 



تعليقات

أحدث أقدم