سحر الكرة

مشاهدات


عائشة سلطان


أول مرة أتنبه إلى وجود منتخب ويلز لكرة القدم في مونديال كأس العالم وتذكرت أنني قضيت ثمانية أشهر في جامعة كاردف بويلز التي هي أحد الأجزاء المكونة للمملكة المتحدة والتي كان الأمير تشارلز أميرها قبل أن يصبح ملكاً لبريطانيا فكيف يكون لويلز منتخب وهي ليست دولة ؟ وكيف يكون هناك منتخب مستقل كذلك لأسكتلندا وأيرلندا الشمالية إلى جانب منتخب إنجلترا ؟

 

في الحقيقة أن المملكة المتحدة تشارك في كل رياضات العالم بصفتها دولة يمثلها منتخب واحد باستثناء كرة القدم التي يمثلها أربعة منتخبات . السبب يعود إلى دور بريطانيا في اختراع اللعبة ووضع أسسها وقوانينها كما أنها أول من أسس اتحادات لكرة القدم وأول من نظم مباراة اعتبرت دولية بجمهور فاق الـ4000 متفرج عام 1872 وانتهت بالتعادل بين إنجلترا وأسكتلندا . عندما تأسس الفيفا بعد ذلك بسنوات طويلة اشترطت المملكة المتحدة انضمام اتحادات المقاطعات الأربع بصفتها منتخبات مستقلة إذا رغب الفيفا في الحصول على موافقة انضمامها فوافق الفيفا واستمر هذا الوضع منذ عام 1905 حتى اليوم . اليوم اعتُبر وجود هذه المنتخبات الأربعة التي تمثل المملكة المتحدة أمراً واقعاً وبالرغم من أنني لا أشجع بريطانيا فإن علينا أن نعترف أنها قدمت للعالم واحداً من أكثر الاختراعات الرياضية متعة وإثارة فهي اللعبة الوحيدة التي تجمع شعوب العالم بجميع أطيافهم وأعمارهم وانتماءاتهم كما أنها اللعبة الوحيدة التي يمكن لإنسان أن يصفق فيها لمنتخب لا يمثل بلاده .

 

إن الناس في تعلّقهم بكرة القدم إنما يتبعون عواطفهم ورغبتهم في الفرح الجماعي وهم حين يشجعون ويصرخون ويتقافزون فإنما يفعلون ذلك لأحد منتخبين إما لمنتخب بلادهم، وإما للمنتخب الذي يلعب كرة قدم ممتعة واحترافية بأقدام لاعبين تقدر بملايين الدولارات وتشكل صفقات تنقلاتهم بين الأندية واحدة من أكثر الصفقات المالية غلاءً . لقد نجح العالم في أن ينقل الكرة من الملاعب والأزقة إلى طاولات رجال الأعمال الكبار وأن يستثمر مشاعر الجماهير بمليارات الدولارات لأنها القاسم العاطفي المشترك لملايين البشر .

 

المصدر : البيان

 

تعليقات

أحدث أقدم