في المعاني اللانهائية/ الأدب

مشاهدات



عائشة سلطان


أن تقرأ أنت وآلاف آخرون مثلك في بلدان وأمكنة متفرقة رواية يتناقل الناس الحديث عنها وعن أثرها فتشعر حيالها كما يشعر الجميع بمشاعر الانجذاب والتأثر والاستحواذ وتظل تتساءل عن هذه القدرة اللامحدودة عند كاتبها الذي لا تعرفه ولا يعرفك وقد لا ينتمي إلى ثقافتك ولغتك وزمنك لكنه استطاع أن يستولي على انتباهك ويسيطر عليك !

 

فبالرغم من كل تلك المسافات والاختلافات إلا أن هذا الأدب وذاك الأديب تمكن من التغلغل إلى أعماقك تاركاً في عقلك وروحك أثراً لا يمحى بسهولة أثراً من كلمات ومشاعر وأفكار وأسئلة ملحة تظل ترافقك زمناً وقد تفتح لك في الحياة طرقاً وأبواباً ظلت مغلقة في وجهك طويلاً أو تنقلك إلى آفاق ما كنت تجرؤ على الاقتراب منها تلك هي عظمة الأدب وسره وذلك هو الجواب على كل الذين يتساءلون : لماذا علينا أن نقرأ الأدب ؟ هؤلاء الذين لم يسمعوا ولم يقرأوا عن الأدب المقاتل الأدب الذي واجهت به أمم وشعوب الأوبئة والاحتلالات والسجون والمعتقلات والحروب والمجون والفساد والجهل والظلم و… حيث لا يقل الأدب أثراً وسطوة عن مرافعات رجال القانون وأدوية وعقاقير الأطباء والجيوش المدربة للقتال . فما هو الأدب ؟ الشعر والنثر والقصة والرواية والمسرحية والنصوص المفتوحة على الأسئلة والإشكالات والاحتمالات والحياة كلها أشكال استخدمها الأدب ليعبر بها عن أعمق ما يجول في عقل وقلب وعمق حياة الإنسان هذا الأدب الذي عرفته أثينا القديمة منذ آلاف السنين كما عرفت الفلسفة والمسرح وعرفه الإنسان البسيط في القرية المتواضعة ولا يزال يمارسه ويسعى لإنتاجه إنسان القرن الواحد والعشرين في مدن الحداثة حيث لا غنى ولا بديل عن الأدب .

 

لذلك فإن أكبر الدول وأهمها ديمقراطية وقوة وغنى وصولاً لأصغر الجمهوريات وأقلها مكانة جميعهم قد خطبوا ود الأدب فجعلوا له جوائز عظيمة طبقت شهرتها آفاق السماء وتقربوا للأدباء واستضافوهم وصادقوهم ومنحوهم الجوائز والأوسمة لماذا ؟ لأن للأدب سلطة على الجماهير كما للسياسة والفن والاقتصاد! 

 

المصدر : وكالات

تعليقات

أحدث أقدم