7-7-7777 لان الوضع لم يتغير ابدا

مشاهدات

 

تبر العرباوي

 

تلكَ البلادُ متى نحُجُّ إليها … ومتى نُمتّعُ العينَ بما استمتعَت به الأذُنُ دهرا… هيَ ترى عبرَ مُختبرات الخيال فمتى تسرحُ في تلكَ الأعاجيب دونَ أن تُغمضَ … وكثيرًا ما تشاجرت العينُ معَ الأذن من فرط غيرتها فهذه الجارةُ الغبيّة حين تريدُ الشّماتةَ تمتنعُ عن تحويل ما تسمعُ إلى المُختبر تستمتعُ به وحدَها وتحرمُ جارتَهَا … فتثورُ ثائرةُ العين … وتصرخُ بها أيّتُها البلهاء :

- أيّتُها البلهاء سأرُدُّ لك الصّاعَ صاعين عندَ السّفر … ألا تعلمينَ أنّك تستمعينَ لكُلّ شيء ولا أرى إلاّ الحقيقة . فتَرجعُ الأذنُ عن غيّهَا و تمُدُّ جارتَهَا بما سمعت .

تلكَ البلادُ … مرَّ عليهَا يومٌ مُميّز كانَ فاصلاً في حياة أهلها فقد صارَ الطّفلُ ينزلُ من بطن أمّه فيَقُصُّ سُرَّتهُ بأسنانه ويقتطعُ شريطًا من ثوبهَا يربطُها به  ليُسلّمَ عليهَا ويُمسكُ يدَهَا ليأخُذَها حيثُ تُلبسُهُ ثيابهُ ويخرجُ للّعب معَ أولاد الجيران . اختفى الجوعُ والفقرُ والمرضُ نهائيًّا … عادت النّساءُ عذارى .. حتّى العجائزُ جدّاتُ الثّلاث والأربع أجيال وصارَ الرّجالُ أكثَرَ فُحولةً حتّى أولائك الذينَ نسُوا النّساء . صارَ النّاسُ أكثرَ جمالاً وأطولَ قامةً وأخصَبت الأرضُ دُون مطر . صارت الغربانُ تُغرّدُ مثلَ العنادل وأمّا العنادلُ فقد رحلت وصارت كُلُّ الأشجارُ تُثمرُ أربعَ مرّات في السّنة .

فردّت العينُ :

- مثلَ اللّيمون عندنَا ثُمَّ استدركت اسمعي أيّتُها الجارة أظُنُّ صاحبَنا هذا قَد عقَدَ العزمَ على الذّهاب هُناك فـأحلامُهُ تأتيني كُلّ ليلة

 فردّت العينُ :

- مثلَ اللّيمون عندنَا ثُمَّ استدركت اسمعي أيّتُها الجارة أظُنُّ صاحبَنا هذا قَد عقَدَ العزمَ على الذّهاب هُناك فـأحلامُهُ تأتيني كُلّ ليلة . لكنّهُ البارحة رأى كابوسًا أتمنّى ألا يجعلهُ يُغيّرُ رأيهُ .

- وكيفُ كانَ هذا الكابوسُ … ؟

- رأى في منامه أنّهُ تزوّجَ امرأةً من تلك البلاد وكانت مثلما حدّثتني  خَطرَ لهُ هاجسٌ .

- وما ذلكَ الهاجسُ ؟

- الهاجسُ يا عزيزتي … هل كانت كذلكَ عندَما تزوّجَها حقًّا أم هيَ خدعةُ تلكَ البلاد وصحا من نومه فزعًا .

** ..** ...**    

أيّتُها العين انفتحي … اتسعي تأكّدي لا تَدعي خُدعةً تنطلي عليك فها قد وَصلنَا ومُدّيني بكُلّ ما ترينَ ولا تنسي اتّفاقَنَا .

- أيّتُها العين لقد طالَ صمتُك ولا أسمعُ شيئًا .

- ألم تطلبي منّي التّثبُّت وها أنا أفعل .

- حسنا … ماذا ترين ؟

- أرى الشّمسَ مُحتجبةً تمامًا … وأرى أُناسًا لا أعلمُ إن كانوا قٌرودًا أم يلبَسونَ أقنعةً لها … وأرى الطّريقَ تكتظُّ بمواكب الدّفن .

 


 

 

تعليقات

أحدث أقدم