فورة غضب - الغدر

مشاهدات


سحر النصراوي

 

حديث هذا الصباح ليس نتاج ملاحظات عامة ولا تأمل في سلوكيات اجتماعية من موقع مراقب . أنا اليوم سأتحدث انطلاقا من تجربتي الخاصة في محاولة لفهم هذا السلوك و أسبابه . أظن أن المجتمعات الاستهلاكية وخاصة تلك التي رزحت تحت نير الظلم والقمع حينا تطور في ما تطور سلوكيات اجتماعية تكون إما نتاجا للوضع الاقتصادي والاجتماعي أو نتاج للتربية الأولى والتأطير . أنا اليوم لست في وارد إحصاءها وتعدادها كل ما في الأمر أنني سأقف عند أكثرها بشاعة  الغدر ..

 

خلال حياتي وفي كل محطاتها سعيت دائما إلى بناء علاقات طيبة في كل الأماكن التي تواجدت  فيها انطلاقا من العائلة والأصدقاء وصولا للعمل في الانشطة الاجتماعية أو الفنية .. ولم يكن ذلك في سبيل نيل الاستحسان أو الثناء  بل كان ببساطة ذلك جانب الخير المتأصل في طباعي ورغبتي في أن أحث ذلك الجانب الانساني الطيب لدى أي شخص على أن يكون هو المتحكم في العلاقة ذلك أنني كنت أؤمن بأن الانسان خير بطبعه . ومع أنني كنت دائما أصر على مخاطبة ذلك الجزء الخير في كل من أتعامل معهم رغبة مني في أن يكون هو من يقود العلاقة .. إلا أنني لم أكن يوما غافلة عن ذلك الجزء المظلم في كثير ممن عرفتهم  حتى أنني امتلكت القدرة على رؤيته ومنذ اللحظات الاولى التي التقي فيها بشخص ما . كنت اتعمد التغاضي عنه آملة بذلك أن أساعد صاحبه على التغلب عليه . هذا وكانت محاولاتي تبوء بالفشل في أحيان كثيرة وقد تفلح في أحيان أخرى .

 

الطبع يغلب التطبع غالبا إن لم يكن دائما .

لا أعلم اليوم أي فكرة غبية قادتني حين تخيلت أنني قد أستطيع مساعدة شخص ما للتغلب على شروره !! سؤالي الثاني وفي كل محطة من محطات حياتي هو لماذا يجب دائما أن أتعثر وفي كل محطة بشخص أكون أكثر من يحسن إليه ليرتكب في حقي الاساءة الأكبر الغدر .. لماذا بجب أن أتعثر وفي كل مكان أتواجد فيه بشخص ترتبط مسألة اثباته لذاته بطمسي وانهاء وجودي إن تسنى له ذلك  حتى قد تتحول المسألة بالنسبة إليه إلى مسألة حياة أو موت .. ما الذي يدفع بعض من تسوقهم الصدفة أو الظروف إلى طريقي إلى كل هذه الرغبة في إيذائي .. السؤال يصير أشد إلحاحا كلما ازدادت درجة قرب ذلك الشخص . حضيت بالكثير من العلاقات الرائعة والتي عوضتني قرابة صداقة  زمالة.. لكنني ومن بين كل اولأئك الذين كنت أعتبرهم قريبين لم أكن في منأى عن المفاجآت .. ما الذي قد يدفع البعض إلى تملقي والتظاهر بالحب بالصداقة .. إذا كان ذلك عكس ما يكنون . لعل من أهم السلوكيات الاجتماعية المريضة التي طورتها المجتمعات الاستهلاكية هي على التوالي النفاق والرياء .....جد آسفة لأنني أفتقر إلى هاتين الصفتين اللتان باتتا أساسيتين في بناء العلاقات اليوم .. آسفة أكثر لأن لساني وكما يحلو للبعض أن يصفه سليط  بيد أن كل ما في الموضوع أنني قد تعلمت وباكرا أن أدلي برأيي واتحمل التبعات إن لزم الأمر تعودت أن اصرح بنواياي وأن اواجه العواقب . حسبي وفي كل محطة أنني لن أفتقر للشجاعة اللازمة لقول الحقيقة . وحسبك أيها الغادر أن جبنك سيمنعك دوما من مواجهتي . إستمر في حفر تلك الأنفاق الضيقة والحفر على أمل أن أقع فيها.. أعدك بأنها ستكون قبرك ..





تعليقات

أحدث أقدم