الشغور الرئاسي في لبنان.. بين كيدية السياسة ودوامة الدستور

مشاهدات

مع مغادرة الرئيس اللبناني العماد ميشال عون قصر بعبدا وعودته إلى منزله في منطقة الرابية يبدأ لبنان مرحلة الدخول في دوامة الشغور الرئاسي لا سيما بعدما كان مجلس النواب قد أخفق خلال 4 جلسات متتالية عقدها على مدى الأيام القليلة الماضية في التوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية .

 

وتتباين آراء وتقديرات اللبنانيين حول العوامل التي أدت إلى إيصال البلد إلى هذه الحفرة العميقة بحسب ما جاء على لسان الرئيس عون نفسه وبالتالي إلى مرحلة الشغور بين تيارات سياسية محلية متنافسة مع بعضها البعض في إطار الكيدية التقليدية الرائجة في لبنان منذ عشرات السنين . تتركز الشعارات التي ترفعها قوى المعارضة على تحميل عهد الرئيس ميشال عون المسؤولية الكاملة عن التسبب في إحداث أسوأ أزمة اقتصادية واجتماعية ومعيشية عصفت بلبنان خلال تاريخه بينما تدحض قوى الموالاة فحوى تلك الشعارات جملة وتفصيلا وتتبنى في الموازاة شعارات واقعية تروّج لنجاحات العهد وخصوصا في المجالات التالية :

• توفير الغطاء السياسي للمؤسسة العسكرية اللبنانية من أجل البدء بتفكيك الخلايا الصاحية والنائمة للمجموعات الإرهابية والتكفيرية مما أدى لاحقا إلى خوض معركة فجر الجرود وإخراج عنا.


• إعادة الاستقرار الأمني إلى ربوع البلد بالتزامن مع البدء بسلسلة إصلاحات اقتصادية كان أبرزها توفير التيار الكهربائي للمستهلكين لحوالي 18 ساعة يوميا .


• الحصول في الأمم المتحدة على تصويت 165 دولة لصالح اقتراح الرئيس عون بشأن تأسيس أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار في بيروت مما كان كفيلًا بإعادة لبنان إلى أيامه الذهبية باعتباره الوطن – الرسالة وليس الوطن  صندوق البريد .


• إنجاح جهود الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين التي أدت مؤخرا إلى إنجاز الاتفاق التاريخي حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل .

 

أسباب التعثر

ويرى المتابعون للشأن اللبناني أن أهم أسباب تعثر عهد الرئيس عون خلال السنوات الست الماضية تتمثل في التالي :


• اندلاع ثورة 17 تشرين عام 2019 وعدم استجابة رموزها لنداءات الرئيس بشأن تشكيل وفد للتباحث معه حول لائحة المطالب .


• تفشي جائحة كوفيد-19 في كافة أنحاء العالم بما فيها لبنان .

• انفجار نيترات الأمونيوم المخبأة في مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020  مما أدى إلى إحداث كوارث تدميرية وبيئية واقتصادية متنوعة .


• استثمار خصوم الرئيس عون تداعيات العوامل الثلاثة الآنفة الذكر للتصويب على عهده


المصدر : وكالات

تعليقات

أحدث أقدم